BOOK0723
الكتاب
الطب الروحاني وعلم النفس الديني: المرض والموت
المؤلف
دار النشر
دار الكتب العلمية
الطبعة
(1) 2014
عدد الصفحات
157
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
10/16/2025
التصنيف
الموضوع
أنسنة الطب بين الوحي والعلم
درجة التقييم

الطب الروحاني وعلم النفس الديني: المرض والموت

هنا سبيل روحاني لعلاج النفس والجسد معاً!

يطرح هذا الكتاب رؤية نقدية ومعاصرة لمفهوم الرعاية الصحية في العالم العربي، انطلاقاً من ملاحظة جوهرية مفادها، أن الأنظمة الاستشفائية الحديثة -رغم تطورها المادي ووفرة الإمكانات- ما زالت تُقصي الجانب الإنساني والبعد الروحي في التعامل مع المريض، الأمر الذي تداعى إلى أزمة قيمية عميقة في المجال الطبي تبدو فيها الممارسة العلاجية وقد فقدت الكثير من جوهرها الأخلاقي والوجداني.

يؤكد المؤلف أن الطب الحديث في المجتمعات العربية قد تبنّى النموذج الغربي في النظر إلى الإنسان بوصفه مجرد كيان جسدي، متجاهلاً تكوينه النفسي، رغم أن البحوث العلمية أثبتت الأثر الإيجابي للدعم الروحاني في تحفيز جهاز المناعة وتقوية مقاومة الجسد للمرض، فضلاً عن دوره الوقائي في مقاومة الاضطرابات النفسية، إضافة إلى الحد من ظاهرة الاحتراق المهني لدى الطواقم الطبية. ويرى أن هذا القصور لا يعود إلى غياب الموارد والقدرات والطاقات، بل إلى غياب رؤية فلسفية متكاملة تُعيد الاعتبار لمركزية القيم الإنسانية في الممارسة العلاجية.

أما عن المؤلف، فهو طبيب وأستاذ جامعي في كلية الطب بجامعة وهران في الجمهورية الجزائرية، وهو إضافة إلى تخصصه المهني، كاتب وروائي، وله العديد من الإصدارات العلمية والفكرية تصب في نفس المجال.

من ناحية أخرى، يذهب المؤلف إلى أن جذور المشكلة فكرية ومعرفية، تتمثل أساساً في تبعية مناهج العلوم الطبية والنفسية الجامعية للمدارس الغربية، دون تمحيص ثقافي أو مواءمة مع الخصوصية الدينية للمجتمعات الإسلامية! فالعلم في رأيه، حين يتم استيراده دون نقد أو تكييف، يفقد خاصية الحياد ويتحول إلى أداة لاغتراب الإنسان عن ذاته وعن روحه. لذا، فهو يدعو إلى تأسيس مقاربة «طب روحاني» تستند إلى المنظور الإسلامي، لا كبديل عن الطب الحديث، بل كاستكمال في ربط الجسد والنفس والروح، وإعادة الوحدة الوجودية للإنسان.

عليه، تتجلى رسالة الكتاب في الدعوة إلى مصالحة العلم بالإيمان، والمعرفة الطبية بالحكمة الدينية، وذلك من خلال دمج البعد الروحي في التعليم الطبي وفي الممارسة السريرية على السواء، كما يشدد على ضرورة إعادة الاعتبار للقرآن الكريم والسنة النبوية كمصدرين أخلاقيين ومعرفيين لتقويم المنظومات العلاجية، وترسيخ القيم الرحيمة في التعامل مع المريض والكوادر الطبية.

في جوهره، يشكّل الكتاب دعوة لإحياء الطب الإنساني الشامل الذي يرى في المريض كائناً ذو كرامة، لا مجرد حالة سريرية، وهو يسعى إلى إعادة بناء الوعي المهني في ضوء رؤية تُوحد بين الطب والعقيدة، العلم والوجد، الجسد والروح .. لتتحول الممارسة الطبية من فعلٍ ميكانيكي إلى رسالة أخلاقية وروحية تليق بإنسانية الإنسان.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (123) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والذي أنهيت قراءته من الجلدة للجلدة في جلسة واحدة، وقد حصلت عليه من متجر (نيل وفرات) الإلكتروني في فبراير من عام 2024، ضمن (50) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة .. وهو ثالث ما قرأت في أكتوبر ضمن (15) كتاب!

من فعاليات الشهر: كعادة كل عام، تتراكم الأعمال في خواتيمه، وأصبح وسطها، في سباق مع الزمن لاستدراك ما مضى من تقصير في خطة القراءة!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: أخلاقيات القراءة / الزهر الأنيق / ماسنيون في بغداد / كيف تكون حراً 

تسلسل الكتاب على المدونة: 723

تاريخ النشر: أكتوبر 19, 2025

عدد القراءات:146 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *