الكتاب
ثلاثية أطفال الحجارة
المؤلف
دار النشر
منشورات نزار قباني
الطبعة
(1) 1988
عدد الصفحات
60
النوع
إلكتروني
تاريخ القراءة
08/30/2025
التصنيف
الموضوع
حين يكتب الأطفال القصائد
درجة التقييم

ثلاثية أطفال الحجارة

لا يسع الديوان سوى أن يشطب تاريخ إصداره ويستبدله باليوم، وربما غداً .. فلن يضر! وإن اليوم لأسوأ مما مضى، غير أن أطفال غزة لا يزالون هم الأبطال!

وبينما يزدان الديوان برسوم الفنان الشهيد ناجي العلي، يعترف شاعره بأنه ما كتب هذه القصائد الثلاث: (أطفال الحجارة / الغاضبون / دكتوراة شرف في كيمياء الحجر)، بل أن أطفال الحجارة “بأصابعهم الصغيرة النحيلة الدامية” هم من كتبوا ونزفوا وأمروا .. فالشاعر إذ يظن أنه سيد النص، فهو ليس كذلك في بعض الأحيان، حين لا يتعدى دوره الحقيقي كتابة ما يُملى عليه، كالممثل الذي يعيد كلمات من يلقّنه، والأجير الذي يرضخ لأمر سيده!

يقول الشاعر عن (الغاضبون):

يا تلاميذَ غزَّةٍ…
علّمونا..
بعضَ ما عندكمْ
فنحنُ نسينَا…
علّمونا..
بأن نكونَ رجالاً
فلدينا الرجالُ..
صاروا عجينا..
علِّمونا..
كيفَ الحجارةُ تغدو
بينَ أيدي الأطفالِ،
ماساً ثمينَا..
كيفَ تغدو
درَّاجةُ الطفلِ، لُغماً
وشريطُ الحريرِ..
يغدو كمينَا
كيفَ مصّاصةُ الحليبِ..
إذا ما اعتقلُوها
تحوَّلتْ سكّينا…
يا تلاميذَ غزَّةٍ
لا تُبَالوا..
بإذاعاتنا..
ولا تسمَعُونا..
إضربوا..
إضربوا..
بكلِّ قواكمْ
واحزموا أمركمْ
ولا تسألونا..
نحنُ أهلُ الحسابِ..
والجمعِ..
والطرحِ..
فخوضوا حروبكمْ
واتركونا..
إنّنا الهاربونَ
من خدمةِ الجيشِ،
فهاتوا حبالكمْ
واشنقونا…
نحنُ موتى…
لا يملكونَ ضريحاً
ويتامى..
لا يملكونَ عيونا
قد لزمنا حجورنا…
وطلبنا منكمُ
أن تقاتلوا التنّينا
قد صغرنا أمامكمْ
ألفَ قرنٍ..
وكبرتُمْ
خلالَ شهرٍ قرونا
يا تلاميذَ غزَّةٍ
لا تعودوا…
لكتاباتنا.. ولا تقرأونا
نحنُ آباؤكمْ..
فلا تشبهونا
نحنُ أصنامكمْ..
فلا تعبدونا..
نتعاطى القاتَ السياسيَّ..
والقمعَ..
ونبني مقابراً…
وسجونا
حرِّرونا
من عُقدةِ الخوفِ فينا..
واطردوا
من رؤوسنا الأفْيونا..
علّمونا..
فنَّ التشبُّثِ بالأرضِ،
ولا تتركوا..
المسيحَ حزينا..
يا أحبّاءنا الصغارَ..
سلاماً..
جعلَ اللهُ يومكمْ
ياسمينا
من شقوقِ الأرضِ الخرابِ
طلعتمْ
وزرعتمْ جراحنا
نسرينا
هذهِ ثورةُ الدفاترِ..
والحبرِ..
فكونوا على الشفاهِ
لُحونا..
أمطِرونا..
بطولةً، وشموخاً
واغسلونا من قُبحنا
إغسلونا..
لا تخافوا مُوسى
ولا سحرَ موسى..
واستعدّوا
لتقطفوا الزيتونا
إن هذا العصرَ اليهوديَّ
وهمٌ..
سوف ينهارُ..
لو ملكنا اليقينا..
يا مجانينَ غزَّةٍ
ألفُ أهلاً…
بالمجانينِ،
إن هُم حرّرونا
إن عصرَ العقلِ السياسيِّ
ولَّى من زمانٍ
فعلّمونا الجنونا..

.

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الديوان (97) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025 .. وهو في الترتيب (17) ضمن قراءات أغسطس التي بلغت (20) كتاب.

من فعاليات الشهر: استدراك ما فات من برنامج القراءة خلال نصف العام الأول، ومحاولة اختلاق وقت إضافي ضمن الأربعة والعشرين ساعة، للأعمال الأخرى .. إلى جانب القراءة ثم القراءة ثم القراءة! كم كان محفّزاً أن أختم هذا الشهر بالكتاب رقم (100) ضمن قائمة القراءة الطويلة والطويلة جداً التي فرضتها منذ بداية العام …… ولنرى ما سيكون عليه الوضع في النصف الثاني!

ومن الدواوين التي قرأتها في هذا الشهر أيضاً: في لغتي أتقاسم مع ظلي كل الأشياء / هوامش على دفتر النكسة / زمان القهر علمني / ماذا أصابك يا وطن؟

تسلسل الديوان على المدونة: 697

تاريخ النشر: سبتمبر 3, 2025

عدد القراءات:38 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *