الكتاب
حيرة مسلمة: في الميراث والزواج والجنسية المثلية
المؤلف
دار النشر
دار سحر للنشر
الطبعة
(8) 2016
عدد الصفحات
243
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
08/23/2025
التصنيف
الموضوع
مسلمة تجادل في الدين
درجة التقييم

حيرة مسلمة: في الميراث والزواج والجنسية المثلية

بينما يأتي جانب من حيرة الباحثة في محله الصحيح وهي تضرب في الصميم ما صال به الفقهاء في الشرع وجال، بل وما تجاوزوا على صريح القرآن الكريم بأحاديث نبوية غير صحيحة بالضرورة، مستعينين باجتهاد أئمة، ومتشدقين بديباجة (إجماع الأمة) .. تأتي حيرتها من ناحية أخرى، تجانب لا الصواب فحسب بل الفطرة السليمة .. كما في جدالها حول المثلية الجنسية، وتعدد الأزواج، وفعل قوم لوط، ونكاح المتعة، والاتصال الأشبه بالبهيمي والشاذ من آراء (الحرث) في القرآن الكريم بين الزوجين!

وكما في العنوان، فهي تقسّم حيرتها على ثلاثة، ينال كتابها بدوره ثلاثاً من رصيد انجمي الخماسي! وعلى سبيل المثال، فقد قتلت حيرتها الأولى (في الميراث) بحثاً، لتثير جدلاً حول مدى شرعية القوانين المعمول بها في الدول الإسلامية، وذلك بناءً على آيات المواريث كما وردت نصاً في القرآن الكريم! حيث تفرّق في بحثها بين الجبر الإلهي والاختيار البشري فيما يتعلق بالتملك، وتحدد من هم الوارثين الشرعيين، وأحقية الأحفاد والأجداد في الميراث، وما يُعرف بالتعصيب أو “أقرب ولي عصبة ذكر”، ومسألة حجب الأم الوارثة من الثلث إلى السدس في حال تواجد أخوة، وإشكالية الكلالة (من لا ولد له) بين معنيين! غير أنها في حيرتها الثانية (الزواج)، وتحديداً فيما يتعلق بالزواج المؤقت أو كما يُعرف بزواج المتعة في الإسلام، فقد جادلت حول الاستقلالية التي يمنحها هذا النوع من الزواج للمرأة، والتي بناءً عليها حرّمها الرجل غيرة واستعلاءً، وقد استعانت بما يُروى -أو بالأحرى يُزعم- عن تحريم الخليفة الثاني له ضمن ما حرّم، وقد كان معمولاً به زمن الرسول ﷺ. لا يبدو أن هذا الرأي يحمل نضجاً فكرياً، بل هو أقرب إلى الرأي النسوي المناكف لغرض المناكفة وحسب، إذ لا يخفى أن إباحة هذا النوع من الزواج يدر على الرجل منفعة أكبر مما قد تحظى به المرأة، بحيث تصبح خسارته في تحريمه أفدح عن خسارتها! فهو سيحظى في آن واحد بطقم مكوّن من زوجة دائمة، وثلاث زوجات مؤقتات لمتعة الفراش وحسب، يستبدلهن بثلاث أخريات فور انقضاء عقودهن المؤقتة، بينما ستخضع كل واحدة منهن لعدة شرعية تنقطع فيها عن أي شكل من أشكال الزواج! وبعيداً عن هذا الرأي والرأي المضاد له، فإن هذا النوع من الزواج، يكفيه لإثارة ما أمكن من مكاييل التقزز، صفتي (مؤقت) و (متعة)، في نفس أي امرأة حرة، بصرف النظر عن الدين الذي تعتنق، فما بال الأمر بالمرأة المسلمة؟!

لا يمنع هذا من أن الباحثة مفكرة حصيفة، تعتمد الموضوعية في طرحها، وتحرص على مقاربة الآراء الفقهية، وغربلتها وتمحيصها وفضح الزائف منها، ما يجعل سهام الأصوليين ومن لف لفهم تصوّب ناحيتها، يزيد طينتها بلة أن خصمهم (امرأة)، قد تعدّت على قدسية الذكورة المختومة بصك الإباحية من غير حساب!

وعنها، فهي كاتبة وباحثة وأكاديمية تونسية تخصصت في اللغة العربية واللسانيات، وأصدرت العديد من الأعمال الفكرية، وذاع صيتها في تناول الموروث الديني من جانب فلسفي صوفي روحاني يخالف التقليد المتبّع عند جمهرة علماء الإسلام، لا سيما فيما يعني بالمفاهيم المجرّدة والمعاني والدلالات، وقد حصلت على درجة الدكتوراة في رسالتها (تعدّد المعنى في القرآن الكريم). وبالإضافة إلى توجهاتها الأخرى المتعلقة بالجندرية والماورائيات والتحليل النفسي، فهي تطلّ على العامة من خلال شاشات التلفاز وشاشات مواقع التواصل الاجتماعي، في أحاديث موضوعية لا تخلو من روحانية، تخاطب العقول والقلوب معاً.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (87) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والذي حصلت عليه من معرض 2020 للكتاب ضمن (90) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي آنذاك .. وهو سابع ما قرأت في أغسطس ضمن (20) كتاب!

وللباحثة كتب أخرى قّيمة قرأتها مسبقاً، هي: وجه الله: ثلاثة سبل إلى الحق / والله أعلم: مساءل خلافية في الأحكام الدينية / ناقصات عقل ودين: فصول في حديث الرسول

من فعاليات الشهر: استدراك ما فات من برنامج القراءة خلال نصف العام الأول، ومحاولة اختلاق وقت إضافي ضمن الأربعة والعشرين ساعة، للأعمال الأخرى .. إلى جانب القراءة ثم القراءة ثم القراءة! كم كان محفّزاً أن أختم هذا الشهر بالكتاب رقم (100) ضمن قائمة القراءة الطويلة والطويلة جداً التي فرضتها منذ بداية العام …… ولنرى ما سيكون عليه الوضع في النصف الثاني!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: هوامش على دفتر النكسة / ثلاثية أطفال الحجارة / زمان القهر علمني / ماذا أصابك يا وطن؟ 

تسلسل الكتاب على المدونة: 687

تاريخ النشر: سبتمبر 3, 2025

عدد القراءات:25 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *