الكتاب
والله أعلم: مساءل خلافية في الأحكام الدينية
المؤلف
دار النشر
دار مسكيلياني للنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2019
عدد الصفحات
143
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
07/21/2025
التصنيف
الموضوع
تجديد الخطاب الديني نسوياً
درجة التقييم

والله أعلم: مساءل خلافية في الأحكام الدينية

لا تبالي الباحثة وهي تضع يدها في عش دبابير -وقد عهدنا جرأتها- في إثارة جدلية متجددة حول مسائل دينية شائكة، ليس مسكوت عنها بقدر قدسية زائفة أهيلت عليها ضمن قطعيات ثابتة، عدها الفقهاء كذلك وهي ليست بالضرورة كذلك، يوصم من يمسّها بالتكفير ويصلى سعيرا!

يدور سجال بين محاورين، أحدهما أصولي والآخر تنويري! أما الأصولي، فلم تتعدَ طروحاته حدود ديباجة (آراء الفقهاء) و (إجماع الأمة) و (عنعنات أسلاف)، قد عدها هو وأطنابه بمثابة دليل شرعي قطعي لا يحتمل التأويل ولا النسخ ولا التبديل، وليس كدليل على مدى تخلف الأمة في تتبع الأثر حذو القذة بالقذة، وما يتطلب أو يترتب عليه بالضرورة من تعطيل للعقل، ومخالفة للفطرة في كثير من الأحيان، مع الحفاظ على باب الاجتهاد مقفول بالشمع الأحمر، وقد ظن في غفلة من أمره على أنه بهذا أفحم خصومه! أما الآخر، أو بالأحرى الأخرى، فامرأة تنويرية مستعصية -شاء من شاء وأبى من أبى- تقرأ النص المقدس بعقل متجرد وقلب مفتوح، بغية تجديد الخطاب الديني بمنهج يتناسب وروح العصر والتطور المصاحب والتحديات الفكرية ومتطلبات التنمية الشاملة في المجتمع وفي الحياة ككل، متضمناً بطبيعة الحال تكريم حقيقي للمرأة ولدورها الفعال، في الوقت الذي تواجه فيه وبضراوة الآراء المنحرفة، محاولة تجاوز الخلافات الفقهية، وهي تعيد فهم وتفسير وصياغة تلك النصوص، مع الحرص التام على ثوابت الدين!

ورغم أن المحاور التي دار حولها الجدال لا تتجاوز الست، فقد حمى وطيسها تحت وطأة الأخذ والرد، ما جعل الجدال يقف باتفاق الطرفين بعد إقرارهما بعدم اتفاقهما، لا سيما والطرف التنويري لم يكن سوى امرأة، ما جعل الحوار أدعى أن يحتدم وطأة ضعفين. والمحاور التي نال بها الكتاب ثلاثاً من رصيد أنجمي الخماسي، هي:

  1. في حكم الإعدام
  2. في الحجاب
  3. في الخمر
  4. في تعدد الزوجات
  5. في حد السرقة
  6. في زواج المسلمة بالكتابي

لا يمنع هذا من أن الباحثة عمدت -من حيث تدري أو لا تدري- إثارة حفيظة الأصوليين، بل وغيضهم الذي هيّج (شهوة) الرد لديهم، مقابل الرد التنويري الذي جاء على لسان المحاورة، فطناً وحكيماً …. بل و (مسكتاً)!

وعلى مستوى شخصي، حمدت الله أنني قرأت الكتاب في مرحلة ملكية من النضج الفكري، قد ترفعت فيها عن اللحاق بخفافيش الفكر في كهوف جاهليتهم، وإلا لاستطال ردي بدوره سلاطة!

ومن المحاور، أقتبس (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) ما ورد في موضوع (الحجاب) الذي كاد الأصولي أن يجعله ركناً سادساً للإسلام، “في حين أنه مما ابتدعه المفسرون ورسّخه الوهابيون”، كما جاء في رد المحاورة عليه، وقد تطرقا إلى آية ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾: “فقط أريدك أن تتنبه إلى أن موضوع الأمر هو تغطية الصدر لا تغطية الرأس. وحتى إن اعتبرت الخمار بمعنى غطاء الرأس، فعندها ينطبق عليه ما ينطبق على الجلابيب من أنه لباس شائع لدى بعض الأقوام، والأقوام التي لا تعتمده ليس لها من ذلك التشريع نصيب كما قال الطاهر ابن عاشور. إن الدعوة إلى تغطية الرأس تفترض لغوياً الأمر بأن يضرب النساء بخمرهن على رؤوسهن أو على شعورهن لا على (جيوبهن) وهذا غير وارد في القرآن. بل أكثر من ذلك، افترض أني آخذ خماراً بمعنى غطاء الرأس الذي تريده أنت وأضعه على صدري فأنا بذلك أكون قد طبقت الأمر الوارد في الآية تطبيقا كاملاً دون تغطية رأسي أو شعري“.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (77) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والذي حصلت عليه من معرض للكتاب عام 2022، ضمن أكثر من (120) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي آنذاك .. وهو سابع ما قرأت في يوليو ضمن (10) كتب!

من فعاليات الشهر: تواصلت مع إحدى الصحف العربية-العالمية للشروع في نشر مقالات أسبوعية بعنوان (قراءة في كتاب) .. علّها تستهل مطلع الشهر القادم!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: مستقبل المرأة / كانط والمرأة / زلزال فتح دمشق / شرف المحاولة: معاركنا الصغيرة ضد الرقابة / أفيون الشعوب / في الإجابة عن سؤال: ما السلفية؟

تسلسل الكتاب على المدونة: 677

تاريخ النشر: يوليو 22, 2025

عدد القراءات:48 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *