الكتاب
مستقبل المرأة
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
Pour L'avènement De La Femme - By: Roger Garaudy
المترجم/المحقق
د. محمود الودرني
دار النشر
دار الحوار للنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2017
عدد الصفحات
142
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
07/16/2025
التصنيف
الموضوع
المجتمع أنثوياً في نبوءة فيلسوف
درجة التقييم

مستقبل المرأة

فكر سابق لأوانه .. أو تحديداً في العالم العربي بأديانه التي ليست بالضرورة سماوية كما يدّعي أتباعها .. وهو يدعو لـ (تأنيث) الحياة!

يضع الكتاب الفيلسوف الفرنسي (روجيه جارودي 1913 : 2012) الذي اعتنق الإسلام عام 1982 بعد أن كان يُدين بالبروتستانتية منذ صغره، وقد وُلد لأم كاثوليكية وأب ملحد. ومع موقفه المناهض للصهيونية، والتي ألّبت عليه منظماتها الخصوم في فرنسا والعالم، يذكر نقطة تحوّله للدين الإسلامي، التي لم تواتيه بعد لقائه مع دعاة أو بعد قراءته لكتاب، بل عبر جنود بسطاء تساموا بأخلاقهم! فعندما تم اعتقاله هو وخمسمائة من المناضلين ضد ألمانيا النازية وتم تهجيرهم إلى منطقة في جنوب الجزائر، أثاروا هناك عصياناً آخر وهم محاطون بالجنود الجزائريين المدججين بالرشاشات والأسلاك الشائكة وبقائدهم الفرنسي، ما حداه آنذاك إلى إصدار أوامره للجنود بإطلاق النار عليهم .. الأوامر التي قوبلت بالرفض، وقد برر أحدهم موقفهم وقد هُددوا بالسياط: “إن مما ينافي شرف محارب من الجنوب أن يطلق رجل مسلح، النار على رجل أعزل”. وعلى الرغم من أن الطاعة العمياء هي أصل العمل العسكري، إلا أن أولئك الجنود البسطاء رفضوا أمراً يمس أخلاق المسلمين!

يخصص الفيلسوف كتابه -الذي نال ثلاثة من رصيد أنجمي الخماسي- للحديث عن المستقبل الأنثوي، ضمن أربعة محاور رئيسية، وقد جاء في ترجمة متقنة من نصّه الأصلي (Pour L’avènement De La Femme – By: Roger Garaudy) .. والمحاور هي:

  1. النظام الرجالي:

وفيه يدعو الرجل ابتداءً إلى تفعيل النقد الذاتي ضد ستة آلاف عام من الهيمنة الذكورية، والتي تشهد تحولاً جوهرياً في العصر الحالي تقوده الحركة النسائية.

  1. الحركة النسائية:

وفيه ينتهي بما يعتبره بداهة، أي في عدم السماح من الآن فصاعداً بحرمان البشرية من نصفها .. النصف الذي حافظ على الحياة وعاش فضائلها عبر “العنف والقمع والأنانية والبغضاء” حتى بات تاريخ الشعوب يوصم بها.

  1. تحرير المرأة والتحرر الإنساني:

وفيه يشد على أيدي الحركات النسائية مع تنوعها وتنوع مقاصد أهدافها، فهي مع وحدة الهدف لا بد أن تشكّل حركة واحدة، لا جزئية ولا منعزلة، بل شاملة، تمثّل كافة أشكال النضال الأخرى.

  1. من أجل تأنيث المجتمع:

وفيه ينبذ أنواع الهيمنة لا سيما تلك التي تدعمها الآلية العسكرية والقوة البوليسية، وكذلك تنحية مفهوم العقلانية من وجهة النظر الذكورية، المختزلة والنسبية، وإشراك بدلاً من ذلك “العلوم والفنون والفلسفة والعقيدة والتربية” في عملية التحوّل المطلوبة، على كافة المستويات.

و (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) أقتبس ما أورده الفيلسوف في (من أجل تأنيث المجتمع) عن (يسوع الناصري) الذي كسر حلقة (العقلانية) خلافاً للفلسفة اليونانية، إذ لم يعد الحب لديه يرتبط لا بجمال الأجساد ولا بروحانية الأرواح ولا حتى بالخير الأفلاطوني كما كان سائداً حينها عند الإغريق، بل أصبح حباً للآخر غير مشروط، والذي جاءت إحدى تمثّلاته في المرأة السامرية التي لم ينقذها وحسب من رجال تصدوا لقذف عفتها وقد نصبّوا أنفسهم قضاة وجلادين، بل في فضح ريائهم ومداواتهم بالتي كانت لديهم هي الداء: “إنه ينكر ويفضح الثروة والسلطات .. إنه ينكر ويدين النظام والمراتبية التي تتجسد إذاك الإمبراطورية الرومانية .. إنه ينكر ويفضح حكم الدين وإكليروسية المجمع الكهنوتي اليهودي .. إنه ينكر ويفضح تفاهة وجنون الحكمة المتكبرة والعقلانية لدى الإغريق .. إنه ينكر ويفضح نظام الطهارة المزيفة الأخلاقي، والتدين الكاذب للنظام القائم“.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (71) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والذي حصلت عليه من معرض للكتاب عام 2020 ضمن (90) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي آنذاك .. وهو أول ما قرأت في يوليو ضمن (10) كتب!

من فعاليات الشهر: تواصلت مع إحدى الصحف العربية-العالمية للشروع في نشر مقالات أسبوعية بعنوان (قراءة في كتاب) .. علّها تستهل مع مطلع الشهر القادم!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: كانط والمرأة / رسائل غيرت التاريخ / زلزال فتح دمشق / كيف تؤلف كتاباً؟

تسلسل الكتاب على المدونة: 671

تاريخ النشر: يوليو 17, 2025

عدد القراءات:40 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *