الكتاب
كانط والمرأة
المؤلف
دار النشر
دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2012
عدد الصفحات
189
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
07/16/2025
التصنيف
الموضوع
فيلسوف ظلامي لا تنويري
درجة التقييم

كانط والمرأة

ومع مباركة عمل المؤلف وهو أستاذ جامعي، فاللعنة على فكر فيلسوف تشدّق بالتنوير ثم أسقط خفافيش ظلماته على المرأة .. فإذا به فكر يُشار إليه بالنعل ولا فخر .. إن كان لا يزال يحمل أية صفة فكرية مصدرها العقل لا أي عضو آخر!

أما الفيلسوف، فليس سوى (إيمانويل كانط 1724 : 1804)، الألماني ضمن فلاسفة عصر التنوير الأوروبي، أو بالأحرى آخرهم، والذي وافقهم -رغم أنهم اتفقوا جميعاً على ألا يتفقوا- في تصويب نظرة دونية نحو المرأة، يحددها إطار الملكية الخاصة، وذلك بعد تحوّل نظام الملكية من العام إلى الخاص، فأصبح الرجل يضم المرأة ضمن أملاكه لا سيما وأبنائه الذين لا يرغب في أن يرث أملاكه أحد سواهم.

ومع الحديث السقيم الذي مسّ المرأة من حيث المواطنة التي لا تستحق حملها، ضمن ما حدد من خصائص للمواطنة من ناحية، وما تحمله هي من خصائص وطبيعة مغايرة من ناحية أخرى .. فقد بلغ به الفجور حد التغافل عن ذكر نماذج لنساء رائدات ضمن ما أشاد من أسماء وأعلام ذكورية في ميادين العلم والمعرفة آنذاك، بل لم يتورّع عن ذكر جانب سلبي من أحداث كانت إحداهن طرفاً فيها، في حين تعامى خبثاً عن تتبع الأحداث التي انتهت بإيجابية، كانت هي لا تزال طرفاً فيها! والأدهى والأمر أنه كان يعيب نجاحهن -حين لم يتمكن من حجب الشمس بغربال سقمه- لا لشيء، إلا لأن نجاحهن لم يوافق رأيه السقيم، متبجحاً أن تفوق النساء في ميادين العلم أحرى بأن يُنبت لهن اللحى، فإن كن يمتلكن عقولاً، فجميلة، لا عميقة كالرجل! وأقول، وقد ظهر أمرداً في صوره المتخيلة: لقد أنصفك القدر يا صاح حين لم يمنحك موهبة الحدس الذي ظننت أن النساء تملكه وحدهن ويبرعن فيه .. إذ لا غرو حينها أن ينبت لك ثديان!

………. ورغم التكرار في بعض الأجزاء، فهو كتاب فكري نقدي، مفحم وعميق، استحق أربعاً من رصيد أنجمي الخماسي!

ومن (خصائص الأنثى)، أقتبس (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) ما ورد في رد المؤلف على أنفة كانط وأطنابه من رائحة البارود إذا انبعثت من المرأة، كما المسك حين ينبعث من الرجل: للأسف لقد خيبت الأيام ظن كانط وأفكاره أو قل ظن العادات والتقاليد التي عاش بينها كانط وتخلى عن عباءة الفيلسوف الناقد ليرتدي عباءتها – فظهرت عشرات من الفلاسفة من النساء: سوزان ستبنج (1885 : 1943)، التي قامت بالمجهود الشاق الذي حذرها منه فيلسوف النقد، فكان أول ما قرأت في جامعة كيمبردج التي قصدتها لدراسة التاريخ عام 1907 هو كتاب الفيلسوف العظيم فرانسيس برادلي (1846 : 1924) «الظاهر والحقيقة»، فأدركت في الحال أن الفلسفة هي الموضوع الذي تريد دراسته وليس التاريخ، وسَحْرَها المنطق الصوري الجديد تم اتجهت للدراسة رسل ووايتهد، وكانا في جامعة كيمبردج في ذلك الوقت، فدرست (برنكيبيا ما ثمايثكا أصول الرياضيات) وانتهت إلى أن أصبحت أستاذة للفلسفة في جامعة لندن عام 1933، ورئيسة للجمعية الفلسفية ومجلة مايند …. الخ، وكتبت: «الفلسفة وعلماء الطبيعة» عام 1937، كما كتبت مدخل حديث إلى المنطق والتفكير لغرض ما عام 1939، وكان آخر ما كتبت «المثل العليا والأوهام» عام 1941. وقل مثل ذلك بشأن سوزان لانجر (1895 : 1985) التي كانت تلميذة لألفرد نورث وايتهد، وبهرها المنطق الرمزي الجديد وليس العطور والزهور والأمور اللطيفة، بل المسائل الفظة الخشنة التي لا يقوى عليها سوى الرجال، وقضت حياة الأكاديمية تقوم بالتدريس في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، وفي كتابها «الفلسفة بمنظور جديد دراسة لرمزية العقل الطقوس والفنون»، كما كتبت الشعور والصورة الذي يدور حول رموز اللغة العلمية ورموز الموسيقى .. الخ. وقل مثل ذلك بالنسبة لـ: حنا آرنت، وسيمون دى بوفوار، وأريس موردخ، وفيليبا فوت، وسوزان هوك …الخ، وعشرات غيرهن من الفلاسفة ما زلن يعلمن في كثير من جامعات العالم، ويتخصصن في المنطق الرمزي تارة، والمنطق الصوري تارة ثانية والميتافيزيقا تارة ثالثة والابستمولوجيا (راجع كتاب هوك نحو تجديد الاستمولوجيا) تارة ورابعة … الخ، مما يدحض ما يقوله فيلسوف النقد وغيره من الفلاسفة الذين لجأوا للعادات والتقاليد يأخذوا منها، بدلاً من أن يلجأوا إلى عقولهم، ثم يعلنون ببساطة أن «العقل» – والعقل وحده – هو وسيلة الفلسفة الأساسية ومرجعها النهائي“.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (72) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والذي حصلت عليه من متجر (جملون) الإلكتروني في يوليو من عام 2020، ضمن (50) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة .. وهو ثاني ما قرأت في يوليو ضمن (10) كتب!

وللمؤلف قرأت من قبل: كتاب (أرسطو والمرأة) .. الذي لم يتوانى فيه أيضاً من كشف عورة هذا السلف الإغريقي كما فعل مع خلفه الألماني!

من فعاليات الشهر: تواصلت مع إحدى الصحف العربية-العالمية للشروع في نشر مقالات أسبوعية بعنوان (قراءة في كتاب) .. علّها تستهل مطلع الشهر القادم!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر، اثنان، مؤلفتهما امرأتان: شرف المحاولة: معاركنا الصغيرة ضد الرقابة / والله أعلم: مساءل خلافية في الأحكام الدينية 

تسلسل الكتاب على المدونة: 672

تاريخ النشر: يوليو 17, 2025

عدد القراءات:28 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *