الكتاب
في الإجابة عن سؤال: ما السلفية؟
المؤلف
دار النشر
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
الطبعة
(2) 2019
عدد الصفحات
255
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
07/29/2025
التصنيف
الموضوع
السلفية تحت مجهر البحث
درجة التقييم

في الإجابة عن سؤال: ما السلفية؟

على الرغم من حظوة مصطلح “السلفية” بالكثير من التعريفات والتفسيرات ومختلف الاستعمالات، إلا أن العديد من الكتّاب والباحثين لا يزالون يعمدون إلى حصره في قوالب مبسّطة أو مختزلة أو نقلاً متواتراً عن السلف، والذي غالباً ما يُفهم من خلال إطار ثلاثي: “الكتاب والسنة” و “نبذ البدع” و “إنكار الملحدات”، غير أن مؤلف الكتاب يعمد إلى تقديم رؤية أكثر اتساعاً للمصطلح من منظور تاريخي متغير الدلالات والمعنى، لا سيما و “السلفية” لا تُحصر أحادياً، إذ أن هناك “ثمة سلفيات لا سلفية واحدة”، كسلفية سنية وأخرى شيعية، فضلاً عن تشعّبها داخلياً إلى “سلفيات فرعية” أو “مدارس فرعية” .. هكذا، كما يبحث المؤلف.

وعنه، فهو الكتاب الأكاديمي والسياسي والمفكر والأديب الفلسطيني (د. عزمي بشارة 1956)، النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي وأبرز مؤسسي حزب (التجمع الوطني الديمقراطي)، والذي عُرف عنه -إلى جانب تمثيله للمواطنين الفلسطينيين- جرأته في طرح قضايا تمس قيم المواطنة والحرية والعدالة والقومية والديمقراطية والعلمانية، فضلاً عن تعرّضه للمجتمع وللدولة في إسرائيل بالبحث والنقد.. الجرأة التي عرضته للعديد من المضايقات والاتهامات من الجانبين، العربي كمحرّض لثورات الربيع العربي، والإسرائيلي كمعارض ليهودية الدولة! وهو إذ نشر مئات المقالات في الصحف العربية، وأصدر العديد من الكتب الفكرية باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، فقد أعلن في الأعوام الأخيرة اعتزاله العمل السياسي لصالح الإنتاج الفكري، وهو يتولى حالياً إدارة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

يشير الباحث ابتداءً إلى أن التيار السلفي لم يتخذ هذه التسمية مع بدايات تشكّله، إذ أن المدونات الحنبلية المبكرة، لا سيما في القرنين الرابع والخامس الهجري، دأبت على استخدام مصطلح “أهل الأثر”، في إشارة إلى مكانتهم كأتباع لـ “السلف الصالح” الذين حرصوا على إدراجهم في خاتمة كل دعاء أو خطبة “وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين”. ثم يتطرق إلى الإشكالية التي تسببت بها بعض الدراسات الاستشراقية من خلال النظرة النمطية المحصورة بين ثنائية الشرق والغرب لا سيما من منظور عرقي، والتي تحوّل الإنسان المسلم إلى “كائن ديني” وحسب، في حين يؤكد على أن مصطلح “الأصولي” لا يرتبط بالتزمت المعروف في الحفاظ على الهوية الدينية، إنما في الرجوع إلى “علم أصول الدين”، أي إلى الاجتهاد لا إلى الأتباع.

يحظى الكتاب بدوره بأربعة من رصيد أنجمي الخماسي، والذي يبحث في أربعة مباحث أساسية، هي:

  1. عن السلفية
  2. عن التكفير
  3. السلفية والحركات الإسلامية
  4. الوهابية في هذا السياق

والباحث وهو يوضح في مقدمته، أصل هذا النص الذي أعدّه في الأساس كمقدمة نظرية لكتاب يبحث في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والذي ارتأى لاحقاً نشره ككتاب مستقل .. فأنا أقتبس (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) ما جاء في الفصل الثالث عن حقيقة العودة للسلف ضمن التيار السلفي، والتي تبدو في أوضحها، ردات فعل ضد الحداثة تلتمس قول السلف كتفسيرات حديثة، أكثر من كونها عودة تلتزم فعلياً بآثار السلف أو التراث الديني: “لا يقتصر الأمر على تقبّل العلوم الغربية والاعتراف بتفوق الغرب فيها. ونحن لا نقصد هذا الأمر البديهي في تقبل علوم الغرب لأغراض الحياة المعاصرة كأنها مهارات أو أدوات؛ فخلافًا لوهابيي المرحلة الأولى وشيخ إسلام الدولة العثمانية في سبعينيات القرن التاسع عشر وجهاز مفتييه الذين عارضوا تقنين الفقه الإسلامي بطريقة التنظيمات العصرية، تقبلت الحركات الإسلامية تكنولوجيات الحداثة وبعضاً من مؤسساتها، بما في ذلك سيد قطب الثاني، أحد رموز تيار الهوية الإسلامية في مواجهة الغرب، في حين عانى الوهابيون في نجد على أنواعهم وتعذبوا ضميرياً إلى أن أصدروا فتوى تبيح الراديو بناء على طلب «ولي الأمر»، وإقناعهم بصوت الراديو يبث آيات من القرآن الكريم، وأنه ليس صوت الشيطان، وأخرى تبيح الدراجة الهوائية، وهكذا“.

ختاماً، إنه بحث رغم موضوعيته وحياديته، فهو تبيان صريح لتحريف ما، متأصل وجوهري، طال نقاء دين .. يُدعى دين الفطرة!

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (80) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والذي حصلت عليه من معرض للكتاب مايو الماضي، ضمن (250) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي آنذاك .. وهو آخر ما قرأت في يوليو ضمن (10) كتب!

من فعاليات الشهر: تواصلت مع إحدى الصحف العربية-العالمية للشروع في نشر مقالات أسبوعية بعنوان (قراءة في كتاب) .. علّها تستهل مطلع الشهر القادم!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: رسائل غيرت التاريخ / زلزال فتح دمشق / شرف المحاولة: معاركنا الصغيرة ضد الرقابة / والله أعلم: مساءل خلافية في الأحكام الدينية / أفيون الشعوب

تسلسل الكتاب على المدونة: 680

تاريخ النشر: يوليو 31, 2025

عدد القراءات:55 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *