الكتاب
جناية قبيلة حدثنا
المؤلف
دار النشر
دار الشروق
الطبعة
(1) 2010
عدد الصفحات
101
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
06/21/2025
التصنيف
الموضوع
جناية المحدثين في قبائل العنعنة
درجة التقييم

جناية قبيلة حدثنا

كتاب قيّم من ناحية المسألة الشائكة والطرح الموضوعي!

وقبل الخوض في اللجج، يوضح المؤلف -وهو مفكر مصري- في مقدمته، بأن عنوان الكتاب لا يتطرق إلى السنة التي تُعرف على أنها الأسلوب أو المنهج، أو التي تختص بطبيعة عملية خلاف تلك التي هي على طبيعة شفهية، إذ أنه يتقصد الأحاديث نفسها أو بالأحرى الفئة التي قامت بجمعها ونسبتها إلى الرسول ﷺ، وهي الفئة التي بما جعلت لها من خصائص، تظهر ككيان مستقل وتُعد من أكثر الجماعات تأثيراً في الفكر الإسلامي! فهي التي تعبّر عن نفسها كفرقة ضمن الفرق الناجية نظراً لارتباط عنوانها بالرسول ﷺ وادعائها نقل الحديث عنه، غير أنها بدورها قد تأثرت بظروف سلبية انعكست بالمثل في فكرها وفكر المسلمين كافة!

يستمر المؤلف ليؤكد على أهمية التفريق بين الحديث والسنة! فعندما يكون الحديث عن المحدثين أنفسهم، فإنه لا بد من الفصل بينهم وبين ما ورد من أحاديث .. فرسالته هنا تتعلق بجماعة معينة، ولا ينبغي اعتبار أي إشارة نحوها مساساً بالسنة! وهو لهذا يستبعد إنكار أي مسلم للسنة، فهي بلا شك أرشدته نحو كيفية الصلاة وأداء مناسك الحج، إذ لا ترد مثل تلك التفاصيل في القرآن الكريم الذي تناول الرسول ﷺ مهمة توضيحها للمسلمين من خلال ممارساته، وذلك كما يبدو في دعوته المسلمين للصلاة كما رأوه “صلوا كما رأيتموني أصلي”. وبما أن المؤلف قد ضرب بالصلاة مثلاً، فهو يوضح على أنها كفريضة قد تم تناقلها بالتواتر عبر الأجيال من الصحابة إلى التابعين حتى مسلمي اليوم، وهكذا في سائر العبادات المفروضة! وهو إذ يعرض لهذا الرأي، يؤكد على أن من يرفضون السنة القولية، يؤمنون بالسنة العملية ويطبقونها في عباداتهم، إذ أن ما ينكرونه هو فقط تلك الأحاديث التي تتناقض مع الحقائق وما أثمره العلم وما أثبته العمل.

ومن جملة ما يضاف إلى فرية أولئك الجناة ممن يُدعون (فقهاء)، أن يتنزّل قرآن كريم على رسول كريم من ثلاثين جزء، لم تُقبض روحه الطاهرة إلى بارئه حتى بلّغ الرسالة وأدى الأمانة .. ليأتي من بعده أقوام ابتدعوا أقوالاً نسبوها إليه، تبلغ ما يفوق الألف ألف حديث، أو بلغة العصر المليون، وبإقرار من بعضهم -أشبه بتبجح- في وضعها عمداً لمبررات تبدو كعذر أقبح من ذنب .. فضلاً عما تتبع تلك الأقاويل من مجلدات ضخام كشارحة وكمفسرة وكأشياء أخرى!.

لله هذا الإسلام .. ما أحدث فيه تابعيه؟

والكتاب الذي نال ثلاثاً من رصيد أنجمي الخماسي، ينقسم إلى خمسة فصول. يتعرّض الأول إلى (تحريم التدوين والإقلال من الرواية) في مرحلة المدينة، والثاني إلى (تحقيق قضية التدوين) وما يتعلق بها من (نهي الصحابة ورغبتهم عن الرواية، بينما يتطرق الثالث إلى (التحول الإمبراطوري وانعكاساته على التحديث) وما تميز به من (مناخ الاستحلال)، والرابع إلى (كتب السنة) والمفارقات الواردة في الحديث، في حين ينتهي الخامس بتسليط الضوء على جناية تلك القبيلة على (العقيدة، القرآن، الرسول، المسلم النمطي، المجتمع).

ومنها، أقتبس (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) ما ورد في الجناية التي طالت جانباً من المجتمع: “خذ مثلاً حديث «ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» الذي حكم على المرأة بأن لا تلي عملاً فيه مسئولية عامة، والحديث لا يقرر مبدءاً ولكن يصدّر حكماً في حالة معينة، هي أسرة كسرى التي اختلفت في وراثة العرش فولت أمرها امرأة، فقال هذا الرسول ذلك نبوءة لما سيحدث بالفعل، ولا يمكن أن يكون الرسول أراد مبدءًا لأمرين، الأول: أن الإسلام لا يميز بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، والرسول نفسه يقول: «إن النساء شقائق الرجال»، والأمر الثاني: أنه لو كان مبدءًا لخالف ما جاء في القرآن الكريم عندما امتدح امرأة هي ملكة سبأ، واعترف بحكمتها والتجائها إلى الشورى، وأنها جنبت شعبها الدخول في حرب.. إلخ، وقال: ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴾ (النمل: ۳۲ – ۳۳). فضلا عن أن الراوي الوحيد لهذا الحديث وهو أبو بكرة وقع عليه عمر بن الخطاب حد القذف، ورفض أن يتوب فحقت عليه الآية: ﴿ وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَدَةً أَبَدًا وَأَوْلَيْكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ (النور: ٤)، ولكن المحدثين والفقهاء غضوا النظر عن هذا لأنه صحابي!! إن هذا الحديث غيّب المرأة عن العمل في المجتمع، فأخسر المجتمع ما كان يمكن أن يكسبه من النابغات، كما جنى على المرأة وهي نصف المجتمع فحرمها حقا لها”.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (61) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والذي حصلت عليه من متجر (نيل وفرات) الإلكتروني في يونيو من عام 2021، ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة .. وهو ثامن ما قرأت في يونيو ضمن (17) كتاب!

من فعاليات الشهر: ولأنني حضرت الشهر الماضي معرضاً للكتاب، وخرجت منه بحصيلة تجاوزت (230) كتاب، فقد فوجئت بخزائن الكتب في مكتبتي وقد اكتظت تماماً، وتراكمت الكتب فيها بشكل رثّ، فضلاً عن اختلاط التصنيفات ببعضها كحابل بنابل .. ما جعلني أستعين بالمهندس من جديد، والذي أضاف خزائن جديدة مبتكرة إلى المكتبة! لذا، كانت عملية إعادة ترتيب مكتبتي فعالية رئيسية لهذا الشهر، والتي جاءت كامتداد لفعالية السياحة في الشهر الماضي بين أروقة الكتب في معرض الكتاب!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر تمس المرأة: الختان والعنف ضد المرأة / أحاديث تؤسس لدونية المرأة / تأملات في السياسة والمرأة والكتابة

تسلسل الكتاب على المدونة: 661

تاريخ النشر: يونيو 27, 2025

عدد القراءات:16 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *