الكتاب
بالخلاص يا شباب: 16 عاماً في السجون السورية
المؤلف
دار النشر
دار الساقي للطباعة والنشر
الطبعة
(2) 2017
عدد الصفحات
222
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
05/08/2025
التصنيف
الموضوع
السجن كتجربة إيجابية
درجة التقييم

بالخلاص يا شباب: 16 عاماً في السجون السورية

قد لا يكون كتاباً تقليدياً في أدب السجون وما يكتنف هذا التصنيف بطبيعة الحال من عرض مكثف لسير ذاتية نالت ما نالت بين الأقبية الموحشة وفي مختلف صنوف التعذيب .. السير الدموية بالضرورة لاسيما وهي تخرج من غياهب سجون نظام الأسد البائد، إلا أن هذا الكتاب يعرض تجربة السجين في مشيج من إنسانية وانفعالات نفسية ورؤى فكرية وثقافية أخرى، فيما قد يسمى بـ (ما بعد السجن)، كمرحلة مفصلية في الحياة تم تجاوزها وكرّست لمرحلة جديدة لما بعدها، وقد تطرّق إلى تجربة “الاستحباس” التي “يستحبس” فيها السجين -حسب تعبيره- فيغدو السجن كبيت له يستفيد منه قدر الإمكان في حل مشاكله، وذلك حين يتصالح مع زمن السجن المديد البطيء في العادة، فيغدو حليفه بعد أن كان عدوه .. هكذا في لغة فلسفية تمسّ الذات و “سجن الأنا”. ليس خافياً إذاً أنها تبدو كتجربة إيجابية للسجين الذي تحدث بمنطق (السم الذي لا يميتني يزيدني قوة)!

فمن كلية الطب في جامعة حلب إلى سجن حلب المركزي انتهاءً بسجن تدمر الجهنمي، وكداخل مفقود وخارج مولود، يمضي (ياسين الحاج صالح) ستة عشر عاماً كمعتقل بتهمة الانتماء إلى حزب معارض، وهي الفترة التي طالت عن موعد الإفراج المفترض بعد رفضه مساومة جلادي السجن لعمله كمخبر يشي بأقرانه ويكتب فيهم التقارير .. حتى يعود إلى مدينته في ليل الحادي والعشرين البارد من كانون الأول لعام 1996، سيراً على قدميه وهو يعاين تمثال الطاغية الضخم عند مدخلها، مفاجئاً أهله حين طرق باب منزلهم الخارجي، كشبح نحيل قادم من مقبرة في منتصف الليل!

يعرض السجين سيرته من خلال محطات، وقد أهداها لروحي والديه ضمن من أهدى، وقد جاء العنوان اقتباساً مما كان يتردد بين السجناء بعد فراغهم من وجبات الطعام الشحيحة: “بالخلاص يا شباب! أو: بالحرية” .. والمحطات هي:

  • ‎طريق إلى تدمر
  • ‎عن الحياة والزمن في السجن
  • ‎وجوه السنوات والأمكنة
  • ‎في السجن تحررت، في السجن كانت ثورتي
  • ‎حنين إلى السجن
  • ‎عوالم المعتقلين السياسيين السابقين في سوريا
  • ‎عن “مثقفي السجن” بالأحرى، لا عن سجن المثقفين
  • ‎المعتقل اليساري السابق كبرجوازي
  • ‎الحبس والاستحباس

ومن الكتاب الذي حظي باثنتين من رصيد أنجمي الخماسي، أقتبس (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) ما أورده السجين في (استهلاك الخصوصية) ومعدن الإنسان الذي تكشف المواقف، زيفه من أصالته: قد يكون أسوأ ما في السجن أن عيوبنا ونواقصنا تنكشف لمن هم حولنا بسهولة وسرعة خلافاً لما هي الحال في العالم الخارجي. فالكذاب يحترق خلال أيام أو أسابيع، والشره ينكشف في أول وجبة طعام، والجبان يفتضح أمره عند أول امتحان، ولا يستطيع البخيل أن يداري بخله طويلاً، أما النكد المتقلب المزاج فسرعان ما يحوّل حياة زملائه إلى جحيم. ثم إن الإلفة المديدة تهدد بأن يغمر الابتذال الجميع، ويفقدهم احترامهم لبعضهم ولأنفسهم“.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (39) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، وقد حصلت عليه من متجر (نيل وفرات) الإلكتروني في أبريل، ضمن (10) كتب كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة .. وهو في الترتيب (1) ضمن قراءات مايو التي بلغت (15)!

من فعاليات الشهر: صاحبت بداياته انعقاد معرض الكتاب الذي حرصت على حضوره بالطبع، وقد خرجت منه بحصيلة كتب تجاوزت (230) كتاب .. وذكرى طيبة في ملاقاة الأصدقاء من جديد!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: من لا تحضره السكينة / قبعات التفكير الست / ما لم تقله شهرزاد / ما لم يفهمه شهريار / العمل الثقافي في السجون 

تسلسل الكتاب على المدونة: 639

تاريخ النشر: مايو 29, 2025

عدد القراءات:21 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *