الكتاب
الغرب المختطف
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
Un Occident kidnappé. Ou la tragédie de l'Europe centrale - By: Milan Kundera
المترجم/المحقق
عبدالمجيد سباطة
دار النشر
المركز الثقافي العربي
الطبعة
(1) 2023
عدد الصفحات
79
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
05/25/2025
التصنيف
الموضوع
أوروبا شرقية وغربية وما بينهما
درجة التقييم

الغرب المختطف

رغم أنها رؤية شخصية لفيلسوف تشيكي الأصل، فهي تمثّل رعايا أوروبا الوسطى ككل من حيث محلهم من الإعراب في القارة الأوروبية، فهم وإن انتموا إليها ثقافياً، فسياسياً يتبعون روسيا ويُعرفون بـ (السلافيين)! لذا، جاء عنوان الكتاب الفرعي معبّراً بـ (… أو مأساة أوروبا الوسطى). بكلمة أخرى، يحمل هذا الكتاب بثقل، شجون مواطن متحضّر يحرص على دور الثقافة الرافض للتسييس بأمر السلطة!

وكما هو معروف، فإن أوروبا الممتدة جغرافياً من المحيط الأطلسي غرباً إلى جبال الأورال شرقاً، تنقسم إلى قسمين تطور كل منهما بمنأى عن الآخر، حيث ارتبط القسم الأول بروما القديمة والكنيسة الكاثوليكية، والآخر ترسّخ في بيزنطة والكنيسة الأرثوذكسية! وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وتم إعادة ترسيم الحدود، استيقظت دول لطالما اعتبرت نفسها غربية لتكتشف أنها أصبحت الآن في الشرق. ونتيجة لهذا وفي عشية الحرب، نشأت ثلاث كيانات جوهرية في أوروبا: أوروبا الغربية، أوروبا الشرقية، أوروبا الوسطى والتي تقع جغرافياً في المركز -وهو الكيان الأكثر تعقيدًا- حيث ينتمي ثقافياً لأوروبا الغربية، وسياسياً لأوروبا الشرقية.

والفيلسوف (ميلان كونديرا – Milan Kundera 1929 : 2023) إذ يعرض هذا التقسيم في خطبة ألقاها ضمن فعاليات مؤتمر الكتّاب التشيكوسلوفاكيين (Discours au congrès des écrivains tchécoslovaques)، ومقالة أخرى تحمل عنوان الكتاب (Un Occident kidnappé. Ou la tragédie de l’Europe centrale)، فهو يأسف على أن الدول الكبرى في الغرب، وقد دخلت في طور فقدان الهوية الثقافية، لم تنظر إلى دول أوروبا الوسطى نظرة الأخوة التي تربط كافة الأوروبيين بروابط ثقافية متبادلة، في حين اعتبروها أنظمة سياسية شرقية بشكل صرف!

ومن الكتاب الذي نال اثنتان من رصيد انجمي الخماسي، أقتبس (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) ما ختم به الفيلسوف خطبته وهو يثني على دور مثقفي التشيك في الحفاظ على تلك الهوية: “كتب بالاكي قائلاً: (من الشائع الاعتقاد بأن الكتاب التشيكيين أنقذوا أمتنا من زوالها وأيقظوها ووضعوا أهدافاً سامية لجهودها الخاصة). إن الكتّاب التشيكيين هم الذين يتحملون مسؤولية كبيرة في بقاء شعبنا نفسه، وحتى يومنا هذا، فالإجابة على سؤال بقاء هذا الشعب تعتمد بدرجة أولى على جودة الأدب التشيكي، عظمته أو ضالته، شجاعته أو جبنه، محليته أو مكانته العالمية. لكن، هل يستحق هذا البقاء كل هذا العناء؟ هل يستحق بقاء لغته كل هذا العناء أيضاً؟ هذه الأسئلة الجوهرية، التي وضعت في أسس الوجود الحديث لهذه الأمة، ما زالت تنتظر إجابات نهائية. لذا فإن كل من يسعى بالتعصب الأعمى أو التخريب أو الفقر الثقافي أو ضيق الأفق إلى عرقلة الإشعاع الثقافي الحالي، فإنه يعرقل وجود هذا الشعب نفسه”.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (46) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025 والذي حصلت عليه من معرض للكتاب، وهو في الترتيب (8) ضمن قراءات مايو التي بلغت (15)!

من فعاليات الشهر: صاحبت بداياته انعقاد معرض الكتاب الذي حرصت على حضوره بالطبع، وقد خرجت منه بحصيلة كتب تجاوزت (230) كتاب .. وذكرى طيبة في ملاقاة الأصدقاء من جديد!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: كما المدن / العمل الثقافي في السجون / فن الترجمة / كيف تبدأ الكتابة ومتى تتوقف / أن تلمس الكتب / هذا هو الإنسان / أميرة الأندلس

تسلسل الكتاب على المدونة: 646

تاريخ النشر: مايو 29, 2025

عدد القراءات:21 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *