BOOK0695
الكتاب
الرومانسية الأوروبية بأقلام أعلامها: نصوص نقدية مختارة
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
European Romanticism: Self-Definition – By: Lilian R. Furst
المترجم/المحقق
أ. د. عيسى علي العاكوب
دار النشر
دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2017
عدد الصفحات
168
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
08/29/2025
التصنيف
الموضوع
الرومانسية كند للعقلانية
درجة التقييم

الرومانسية الأوروبية بأقلام أعلامها: نصوص نقدية مختارة

وماذا عن هذه النصوص؟

إنها نصوص مختارة جاءت (بأقلام أعلامها) كما في عنوان الكتاب، تعبّر عن (عصر الرومانسية الأوروبي) أو بالأحرى الحركة الفكرية والأدبية والفنية التي سادت أوروبا أواخر القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر، والتي عظّمت قيمة العاطفة الإنسانية، ومجّدت الطبيعة والخيال والإبداع وكل ما هو خارج عن المألوف، وذلك كردة فعل جريئة ضد (عصر التنوير) وما اصطبغ به من منطقية وعقلانية وعلم وفلسفة، وما أتت به الثورة الصناعية من تحولات علمية وتكنولوجية واقتصادية واجتماعية كبرى!

بمعنى أكثر دقة حسب ما جاء به الكتاب، فقد استهلت الرومانسية في أوروبا كأنفاس جديدة أعقبت عهد المنطق وصرامة العقل، لا تُعنى بالبرهان بقدر ما تصغي إلى نبض الوجدان، وقد تجلّت في ثلاث تيارات متقاربة زماناً ومكاناً، تشترك في جوهرها وإن اختلفت ملامحها! ففي ألمانيا أواخر القرن الثامن عشر، ظهرت مدرسة الكتّاب التي ارتبط اسمها بالكاتب والشاعر والناقد (فريدريش شليغل)، لتثور على القوانين الجمالية الموروثة منذ زمن أرسطو، وتستبدلها بسلطان العاطفة والخيال، حتى غدت الرواية النثرية التعبير الأوفى عن روح العصر، تماماً كما كانت الملحمة لسان حال الكلاسيكية القديمة. أما في إنجلترا وفي العقد الأخير من القرن نفسه، فقد بزغت مدرسة الشعر والنقد بقيادة الشاعران (كولريدج) و (وردزورث)، فانتفضت بدورها على الأطر الأرسطوطالية، وسعت إلى تحرير الشعر من قيود القافية المكرورة، وفائض الزخرفة البلاغية، لتعيده إلى جوهره الذي يحاكي صدى النفس الإنسانية القلقة، ورجع القلب في مخاطبته للطبيعة والاستضاءة بها! غير أنه في فرنسا، وتحديداً في الفترة بين (1820 : 1850)، فقد نضج اتجاه ثالث امتاز بشغف مفرط نحو (الأنا)، وبنزعة إلى التعبير عن شعور الحزن والوحدة، وما يثيره القلق من دوامة أسئلة وجودية لا تنتهي!

………. ومن هذا المناخ، وُلد اهتمام متجدد بالآداب الجرمانية والإسكندنافية، واستمد الرومانسيون من الآداب الشعبية موارد إلهام حارة بديلة عن جمود كلاسيكيات الماضي.

لذا، يسهب الكتاب في جزئه الأول وهو يتعلق بـ (مفهومات وتعريفات)، عن الحديث في: الشعر الميتافيزيقي العالمي، وأدب الشمال، وشعر الخيال، والعمل الكلاسي مقابل الرومانسي، والشعر المتسامي على الواقع …، بينما في جزئه الثاني (الفن الرومانسي: المبادئ الرئيسية)، يتحدث عن: وظيفة الفن، والخيال المبدع، ومظاهر الجمال …، في حين يأتي في جزئه الثالث (الفن الرومانسي: الشكل والجنس الأدبي) ليتطرّق إلى: مزج الشكل، والمسرحية، والقصة، والشعر الغنائي …. وكل ذلك من خلال استشهاده بقائمة طويلة من أعلام الرومانسية!

بشكل عام، هو كتاب لا بأس به لتصوير الرومانسية الأدبية من خلال عدسات كتّابها الرومانسيين الذين انغمسوا فيها عبر القارة الأوروبية، أمثال: فكتور هوغو، مدام دي ستايل، صموئيل كولريدج، ألفونس دي لامارتين، إفريدريتش إشليغل، جون كيتس …….، وخاصة في الشعر كأسمى صور الفن، وقد عدّوا الرومانسية تعبير آخر عن الروح، وسبيلاً للارتقاء بالذات الإنسانية!

رغم ما سبق، ومع مقام المترجم كأستاذ جامعي في النقد والبلاغة، إضافة إلى أعماله الأخرى في الأدب والشعر والترجمة، فقد جاءت ترجمة الكتاب (European Romanticism: Self-Definition – By: Lilian R. Furst) من نصه الأصلي على قدر بالغ من الصعوبة، مع الأخذ بعين الاعتبار عمق المعنى الفلسفي للنصوص الواردة فيه، العائد إلى طبيعة الحركة الثقافية والفنية والفكرية التي انبثقت عنها! وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى مقولة مؤلفة الكتاب النمساوية (لليان فرست 1931 : 2009) وأستاذة الأدب المقارن في جامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية، التي ارتأت ضرورة العناية بالترجمة “نظراً للغة الاصطلاحية التي يؤثرها كثير من الرومانسيين، وهي لغة ابتكارية وخيالية ومجازية إلى حد كبير، ومعقدة غالباً أو مجزأة في بناء جملها، وذاتية الاستعمال أحياناً”.

ومن الكتاب الذي حظي باثنتين من رصيد أنجمي الخماسي، أقتبس (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) ما ورد في:

  • الجزء الأول عن الأدب الرومانسي ككل: “إن الأدب الرومانسي هو الأدب الوحيد الذي ما يزال قادراً على أن يكون أدباً تاماً، لأن جذوره ضاربة في تربتنا، ولأنه الشكل الفني الوحيد الذي في مقدوره أن يزدهر ثانية، ذلك لأنه يعكس معتقدنا الديني، ويردد أصداء تاريخنا، وهو قديم لكنه ليس ضارب الجذور في التاريخ”.
  • الجزء الثاني عن رأي الشاعر الإنجليزي (بيرسي بيش شلّي) في روح الشعراء: “الشعراء هم الكهنة لوحي غير مفهوم، وهم المرايا للصور الضخمة التي يلقيها المستقبل على الحاضر، والكلمات التي تعبّر عما لا يفهمونه، والأبواق التي تستنفر للمعركة، ولا تُحس بما تُلهم. إنهم السائل الأثيري الذي يحرّك. الشعراء هم مشرّعو العالم غير المعترف بهم”.
  • الجزء الثالث عن تمرّد الشاعر والروائي الفرنسي (فيكتور هوغو) على التقليد: “دعنا نمزق النظريات وفن الشعر والأنظمة إرباً إرباً. دعنا نمزق هذا القناع القديم الذي يغطي واجهة الفن! ليس ثمة قوانين ولا نماذج، أو على الأصح، ليس من ثمة قوانين غير القوانين العامة للطبيعة التي تحدد الوحدة الكاملة للفن والقوانين الخاصة بكل تأليف، تلك التي تنبثق من الظروف الملائمة لكل موضوع”. ثم يخصّ الشاعر من جديد بقوله: “على الشاعر -ودعنا نؤكد على هذه النقطة- أن يستمد النصح فقط من الطبيعة ومن الحقيقة ومن الإلهام الذي هو حقيقة وطبيعة أيضاً”.

 

تم عرض الكتاب في جريدة الشرق

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (95) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والذي حصلت عليه من معرض للكتاب مايو الماضي، ضمن أكثر من (230) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي آنذاك .. وهو في الترتيب (15) ضمن قراءات أغسطس التي بلغت (20) كتاب!

على الهامش: لا أدري إن كنت قد أنصفت الوقت المخصص للقراءة الذي يبقى محدود دائماً مقارنة بقائمة القراءة اللامتناهية العدد، وذلك حين مددت الوقت لسبر أغوار هذا الكتاب!

من فعاليات الشهر: استدراك ما فات من برنامج القراءة خلال نصف العام الأول، ومحاولة اختلاق وقت إضافي ضمن الأربعة والعشرين ساعة، للأعمال الأخرى .. إلى جانب القراءة ثم القراءة ثم القراءة! كم كان محفّزاً أن أختم هذا الشهر بالكتاب رقم (100) ضمن قائمة القراءة الطويلة والطويلة جداً التي فرضتها منذ بداية العام …… ولنرى ما سيكون عليه الوضع في النصف الثاني!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: للنساء فقط: ما تحتاجين إلى معرفته عن أسرار حياة الرجل‎ / الحقيقة والكتابة / ماذا أصابك يا وطن؟

تسلسل الكتاب على المدونة: 695

تاريخ النشر: سبتمبر 3, 2025

عدد القراءات:271 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *