الكتاب
الختان والعنف ضد المرأة
المؤلف
دار النشر
مؤسسة بتانة للنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2018
عدد الصفحات
220
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
06/10/2025
التصنيف
الموضوع
عنف ذكوري عربي ذو ماركة مسجلة
درجة التقييم

الختان والعنف ضد المرأة

لمثل هذا تُخترع الألفاظ النابية!!!!!!!!!!

كتاب كسلاح ذو حدين: بحد، يطعن العور الذكوري لمجتمع أكثر ذكورية في مقتل .. وبحد، يفقأ أعين مخلوقات ذكورية فيه، من على شاكلة فقهاء وقضاة ومطهرين ومشرعين وأطباء .. ونواقص أخرى!

تبدو مقدمة المؤلف فاقعة بما يكفي لشدّ أنظار الأعين المؤيدة والمعارضة على حد سواء لقضية (ختان الأنثى)، التي يدهش لتصدّرها في وطنه، بحيث أصبحت لبعض التيارات بمثابة “قضية دونها الموت .. يرفعها ويقاتل في سبيلها رجال يعتقدون أنهم قد حلّوا كل القضايا المصرية، ولم يعد أمامهم إلا متعة الأنثى يحاولون وأدها”.

يبدأ المؤلف مقدمته تلك بالرجل العربي ذاك .. الذي عندما يتحدث عن المرأة، يبدو وكأنه مُقيّد بصراع داخلي معقد! ففي الظاهر، يصفها بـ “الدرة المصونة والجوهرة المكنونة”، بينما يكبت في الخفاء احتقاره وتعاليه عليها، فمها هي في نظره إلا كائن من درجة ثانية! وبينما لا يعتقد بثقافة ما في التراث الأدبي تحمل في طياتها هكذا قدر من غزل، بريئاً كان أو غير بريء، فهو في الغالب غزلاً يختص بالجسد دون الخُلق أو الفكر أو الروح!

إن هذه الازدواجية في النظرة العربية الذكورية، شكّلت المرأة كلوحة هشة معرّضة لطائش رصاص الذكر، أو كأنها تمثال من قش كالذي يتدرّب عليه الرياضيون في تمرين “البوكس”، حيث يُفرغون عليه كامل حمولتهم من كبت وعقد واعتداد بالنفس زائف، تأتي على هيئة لكمات جسدية ومعنوية .. لذا، ومن ناحية أخرى، تأتي النتيجة على هيئة حياة ليست حقيقية، تتسم بالصراع الذي يتخذه طرف ضد آخر بدل الرفقة .. “عيشة مثل لعبة البازل” تفتقر إلى قطعة واحدة، لكنها قطعة تكتمل بها الصورة .. “هذه القطعة هي التفاهم والتواصل”، والذي يُعوقه تحديداً شعور الدونية المصاحب للمرأة، بل يدفع الكثيرات منهن لقبول العنف كواقع مفروض، لا سيما وقد كرّست له الثقافات السائدة وجعلت العديد منهن لا يدركن وجود خطب ما، بل صرن يؤمنّ بأن ذلك العنف حق إلهي مُنح للرجل.

والمؤلف عند هذا الحد في مقدمته وقد تطرّق إلى العنف، يشير إلى أنه من الضروري تعريفه، فيستعين بالمادة الأولى من الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة 1993، التي تؤكد على أن العنف هو “أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه، أو يحتمل أن ينجم عنه أذى أو معاناة جسمية أو جنسية أو نفسية للمرأة، بما في ذلك التهديد باقتراف هذا الفعل، أو الإكراه، أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء في الحياة العامة أو الخاصة”. عليه، يتسع مفهوم العنف ليشمل العنف المنزلي والاجتماعي والمؤسسي، في صيغة تتجاوز مجرد الأذى الجسدي أو المعنوي المتمثل في “الضرب والقتل والاغتصاب”، وأخرى على هيئة “إهانات وإكراه وإذلال وتهديد وشتم وحرمان”، بل ليشمل كافة السلوكيات الفردية والاجتماعية، المباشرة وغير المباشرة، المؤثرة سلباً جسدياً ونفسياً على كيان المرأة، والتي تصيب كرامتها وترسّخ تبعيتها وتعيق بالضرورة نماء شخصيتها ومواهبها وقدراتها.

عند هذا، يحدد المؤلف شكلاً من أشكال التمييز ضد المرأة المؤدية للعنف، بعد “فرص التعليم والعناية الصحية والغذائية، وتوزيع الأدوار داخل الأسرة، ومنح الحريات الشخصية، والقوانين والتشريعات” .. وهو عنف يتميز بخصوصية فريدة من نوعها في وطنه عن سائر أشكال العنف في مناطق أخرى من العالم، حيث يعد من أخطر ممارسات العنف وأشدها إجراماً ووحشية، والذي يمارس مبكراً على الأنثى في مرحلة الطفولة .. ألا وهو (الختان).

أما عنه، فتذكر شبكة المعلومات بأنه طبيباً أختص في الأمراض الجلدية والتناسلية، كما يعمل كمعد ومقدم برامج طبية وعلمية في عدد من القنوات الفضائية .. وقد دأب على نشر مقالاته التثقيفية في أشهر الجرائد والمجلات المصرية.

ومن الكتاب الذي حصد ثلاثاً من رصيد أنجمي الخماسي، وتشعّبت مواضيعه بين فصلين رئيسيين كما في العنوان، وطفح بكل ما هو (ميسوجيني) أو كره للمرأة يحتقن به الرجل العربي، وأهداه مؤلفه لزوجته التي -حسب تعبيره- تعلّم منها كل شيء جميل وعرف بها أن المرأة هي أجمل ما في الكون .. أقتبس (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) ما ورد في موضوع (العضو البرلماني يطارد العضو التناسلي) من رد المؤلف على أستاذ في كلية الطب ونائب برلماني في ذات الآن، وقد (غسل يديه الطاهرتين) من علمية ختان الأنثى، وسلّمها (تسليم أهالي) لفقهاء وأد المرأة: “يا سيادة النائب المبجل كارة البَطْرِ ، وعدو الإثارة، وحامي حمى الأخلاق! أنا مقدر لغيرتك على الأخلاق وحماسك في الحفاظ على العفّة؛ ولذلك أنصحك برفع سقف البتر، والمطالبة بقطع وبتر دماغ البنت؛ لأن فيه المخ، مركز الإثارة ومستقبل الإشارات والأفكار الفظيعة “الوحشة”، الفاسقة، الماجنة، “العيب”، “الكخ”، قليلة الأدب والحيا! الإثارة التي هي حق للرجل الفحل فقط، والتي نستورد لها الفياجرا، ونهربها بالملايين؛ لكي نرضي الذكر شهريار، لكن هي… في ستين داهية، هيا كمان عايزة تستمتع؟! يا عيب الشوم، وا غوثاه، وا برلماناه .. وأتمنى من حضرتك استيراد جهاز »البظروميتر» لقياس كمية وتحديد حتة الجلدة التي سنقصها، والتي تضايق سيادتكم والتي جعلتك لا تنام من القلق على أخلاقنا. يا سيادة النائب ختان البنات لا يفتي فيه إلا الأطباء، وكفانا تمحكاً في أحاديث غير صحيحة نستخدمها لخدمة تقاليد بالية وعادات همجية متعفنة تفضحنا في العالم كله”.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (54) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والذي حصلت عليه من متجر (نيل وفرات) للكتب في يونيو 2021 ضمن (80) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة .. وهو أول ما قرأت في يونيو ضمن (17) كتاب!

من فعاليات الشهر: ولأنني حضرت في الشهر الماضي معرضاً للكتاب، وخرجت منه بحصيلة تجاوزت (230) كتاب، فقد فوجئت بخزائن الكتب في مكتبتي وقد اكتظت تماماً، وتراكمت الكتب فيها بشكل رثّ، فضلاً عن اختلاط التصنيفات كحابل بنابل .. ما جعلني أستعين بالمهندس من جديد، والذي أضاف خزائن جديدة مبتكرة إلى القديمة! لذا، كانت عملية إعادة ترتيب مكتبتي فعالية رئيسية للشهر، والتي جاءت كامتداد لفعالية السياحة في الشهر الماضي بين أروقة الكتب في معرض الكتاب!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر تتعلق بقضايا المرأة: ناجيات، أحاديث تؤسس لدونية المرأة، تأملات في السياسة والمرأة والكتابة

تسلسل الكتاب على المدونة: 654

تاريخ النشر: يونيو 27, 2025

عدد القراءات:14 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *