الكتاب
أميرة الأندلس
المؤلف
دار النشر
دار وحي القلم
الطبعة
(1) 2015
عدد الصفحات
158
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
05/29/2025
التصنيف
الموضوع
بثينة الأندلس .. ابنة اعتماد والمعتمد
درجة التقييم

أميرة الأندلس

هنا رواية تطيب ويطيب التاريخ الأندلسي الذي سرت منه!

فبينما تنقلها كتب التاريخ مثقلة بالبؤس لا سيما وهي تقصد (عزيز قوم ذل) ملك أشبيلية (المعتد بن عباد 1041 : 1095) أبرز ملوك الطوائف، إلا أنها تأتي بريشة أمير الشعراء (أحمد شوقي 1868 : 1932) كأنشودة عذبة ينظم وزنها عاطفياً وقافيتها، بتحريك كل ساكن فيها من البؤس إلى ما أمكن من أمل! وقد كتبها حين نفاه الإنجليز إلى إسبانيا عام 2015 زمن حكم الخديوي إسماعيل في مصر، وقد عكف هناك على مطالعة الأدبين العربي والإسباني وغيرها من الآداب الأوروبية.

تخص الرواية تحديداً (بثينة) ابنة المعتمد واعتماد الرميكية، الجارية وسليل الملوك، اللذان جمع الحب بينهما من أول نظرة إلى آخر عمريهما .. بثينة التي عناها أمير الشعراء بـ (أميرة الأندلس).

ففي حين يتطرق الشاعر إلى عصر ملوك الطوائف الذي ساد فيه الصراع على السلطة، لا سيما كما كان الحال بين المعتمد وأمير المسلمين المغربي آنذاك (يوسف بن تاشفين) والذي أخفى الطمع بغطاء الدين، وإلى شيوع تعاطي الخمر في قصر الملك وملاقاة رسل الإسبان، وسكره ونزهات الزورق في نهر الوادي الكبير ، وبطشه الرهيب بشاتمه على مرأى ومسمع القوم، والتملق للإسبان ودفع الجزية، وإلى نشاط التجّار واللصوص وقطّاع الطرق، وإلى مغامرات أبطال الأندلس وأحاديث أدبائها ……، فهو يبرز محاسن الأميرة من جمال أخاذ وأدب جم ورجاحة عقل وجرأة رأي، كما في رفضها لعرض قاضي القضاة بالزواج لتتوّج باقة زيجاته كرابعة، وذمّها مدينة قرطبة وإطرائها إشبيلية، ومرحها مع حاجبي الملك (لؤلؤ وجوهر) ومُضحكه (مقلاص)، وتنكّرها في زي رجل مناكفة أباها في إحدى نزهاته النهرية، وتنكرها مرة أخرى في أسواق قرطبة واستغنائها عن (رسالة الضبي) في أحد أسواق بيع الكتب لصالح شاب ظريف ناكفته السعر أمام البائع، والذي تلتقيه في دار والده، صدفة بلا ترتيب، وهي لا تزال متنكرة بصحبة الحاجبين، حتى يُصبح لها زوجاً بعد أن خاض والدها الحرب ونُفي إلى أغمات بالمغرب (يرعى إبل ابن تاشفين) بدلاً من أن يرعى خنازير ألفونسو، كما شاء من قبل …. هكذا ضمن تصاريف القدر التي تجمع بين الأضداد، ليبارك والدها الملك ووالدتها وجدتها وأخواتها، زواجهما وهم في غياهب السجن الذي تسللت إليه بمعونة التاجر (أبو الحسن) والد زوجها (حسون)، وصديقهما الأديب (ابن حيون) ودفع الرشاوي للسجّان … في رواية -بعيداً عن مدى صحتها- مرهفة عذبة، تثلج قلب قارئها .. وهي تنتهي بلمسة من حبور وسرور بين عاشقين!

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الرواية (53) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والتي حصلت عليها من متجر (جملون) للكتب في ديسمبر 2020، ضمن (85) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة، وهي آخر ما قرأت في مايو ضمن (15) كتاب! وقد كانت كمسخ الختام في إنعاش ذاكرتي بنعيم الفردوس المفقود.

من فعاليات الشهر: صاحبت بداياته انعقاد معرض الكتاب الذي حرصت على حضوره بالطبع، وقد خرجت منه بحصيلة كتب تجاوزت (230) كتاب .. وذكرى طيبة في ملاقاة الأصدقاء من جديد!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: ما لم تقله شهرزاد / ما لم يفهمه شهريار / الغرب المختطف / حياتي في الإعلام / فن الترجمة / كيف تبدأ الكتابة ومتى تتوقف / هذا هو الإنسان

تسلسل الرواية على المدونة: 653

تاريخ النشر: مايو 29, 2025

عدد القراءات:32 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *