الكتاب
نحو تجديد الفكر القومي العربي
المؤلف
دار النشر
دار طباق للنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2020
عدد الصفحات
120
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
05/29/2024
التصنيف
الموضوع
القومية العربية .. من جديد
درجة التقييم

نحو تجديد الفكر القومي العربي

كتاب يتناول بموضوعية وبروح العروبة المتّقدة، الوعي القومي العربي، يحذوه التطلع الجاد نحو تحقيق الوحدة العربية المنشودة، والتي رغم كل ما يجمع أبناءها من مقومات دينية وثقافية وحضارية وجغرافية وتاريخية مشتركة تقود إلى مصير حتمي واحد، فقد كبى جواد وحدتهم! غير أن الانهزام لقرن من الزمان قد لا يعادل شيئاً في تاريخ الأمم العظيمة، وهذا ما يجعل من تجديد الفكر القومي العربي، الآن .. وأكثر من أي وقت مضى، حاجة ملحة.

يؤكد المؤلف (وهو كاتب فلسطيني وخبير قانوني وأستاذ جامعي) في مستهل كتابه الذي جاء بعنوان (بدلاً من المقدمة)، بأن هدف الكتاب بالدرجة الأولى يصب في ضرورة تحديث الفكر الجمعي العربي، والعمل بجد نحو توعيته تجاه تحديات العصر والمتغيرات الطارئة داخل أمته العربية وخارجها، وذلك من خلال تناول تجربة القوميين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، بالبحث والنقد، وتسليط الضوء على إخفاقاتهم، والأسباب التي أدت إلى تداعي تياراتهم وسقوط شعاراتهم، ومن ثم استخلاص الدروس والعبر، وتحديد أسس التحديث المطلوب، وعناصره الهامة في بعث الفكر القومي من جديد، وذلك كله “لإنتاج فكر قومي جديد يزاوج بين متطلبات التجديد والعودة إلى المنابع الأصيلة”. لذا، يبحث المؤلف في كتابه الذي جاء في عنوانه الفرعي (مراجعة نقدية لاستخلاص العبر) ثلاث مجالات رئيسية، لا سيما وقد شكّلت الإخفاقات المعنية، وهي على التوالي:

  1. الإسلام
  2. السلطة السياسية الديمقراطية
  3. الوحدة العربية

ومنها، أدوّن ما علق في ذهني بعد القراءة، وباقتباس في نص شامخ (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) وقد نال الكتاب ثلاثاً من رصيد أنجمي الخماسي:

  • عزز الدين الإسلامي مكانة اللغة العربية إضافة إلى دوره البارز في توحيد القبائل العربية التي لم تزل متناحرة قبل مجيئه، وتم بفضله إنشاء سلطة مركزية، وتحوّل العرب إلى المدنية بعد سكنى الصحاري والخيام. فبالإسلام، كما يقول المؤلف: “تحولوا إلى أمة عظمى ذات رسالة إنسانية كبرى صنعت إمبراطورية ذات شوكة لا تغيب عنها الشمس، وأنتجوا ثقافة صهرت سابقتها، ومنظومة معرفية وصارت لهم هوية أخرى اندمجت فيها شخصيتهم القومية مع شخصيتهم الروحية وباتت عروبتهم ملازمة لإسلامهم وتعززت علاقة العروبة بالإسلام بلغة الوحي العربية (إنا أنزلناه قرآنا عربياً)“. وفي هذا، ينقل المؤلف عن السياسي الفلسطيني المعاصر جورج حبش، ومن قبله المفكر القومي السوري ميشيل عفلق، رأيهما في الأقليات الطائفية التي كان ولا يزال يتوجب عليها أن تدرك مكانتها كعنصر أصيل في نسق الجسد العربي الواحد، وبأن الإسلام تخطى حدود الشعائر والطقوس الإيمانية إلى مستوى أعمق وأشمل. إنه مكون ثقافي حضاري ونفسي وتراثي لهذه الأمة، وبهذا المعنى فهو أحد المضامين الأساسية، إن لم يكن الأهم للقومية العربية. وبهذا المعنى، أيضاً يمكن القول إن ثقافة المسيحي العربي هي إسلامية. نستطيع الحديث عن الإسلام في باكستان بمعزل عن العروبة، لكننا لا نستطيع الحديث عن الإسلام في الوطن العربي بمعزل عن العروبة، كما لا يمكن الحديث عن العروبة بمعزل عن عمقها الإسلامي الروحي والثقافي والحضاري. ويعلن حبش بوضوح أن التراث الإسلامي جزء أصيل من بنيتي الفكرية والنفسية، وأنا معني بالإسلام بقدر أي حركة سياسية إسلامية“. أما عن السجالات الكلامية والحوارات الفلسفية التي دارت بين القوميين وهم يتجاهلون مكانة الإسلام وعظم تأثيره، فقد حددها المؤلف بقوله: لم يرفض القوميون الدين رفضاً صريحاً بل اعتبروه، على الطريقة الغربية، مجرد علاقة تربط بين العبد وربه. وبينما اعتبروا التراث مقوماً مهماً من مقومات الوحدة العربية، فإنهم حاولوا التنكر لدور الدين الإسلامي في تكوين العرب كأمة، أو باعتباره مكوناً من مكونات الوحدة العربية“.
  • أما عن الأنظمة السياسية التي أفرزتها تيارات القومية العربية، فقد جاءت تحاكي المجتمع البدوي في قبليته التي تقوم على نظام الحزب الواحد -والمتمثل في الرجل الواحد- وترفض التعددية، فلا عجب أن تفتقر تلك الأنظمة للحياة السياسية الديمقراطية، ولعمليات تداول السلطة، وبأن تبقى ترزح لعقود تحت سطوة الديكتاتورية والبيروقراطية وما تعلّق بهما من فئات متملقة! يقول المؤلف في تعقيبه على هذه المسألة: “لقد أثبتت التجربة اليوم أن الديمقراطية قد باتت ضرورة قومية بقدر ما هي ضرورة وطنية قطرية، وهي قبل كل ذلك وفوق ذلك ضرورة اقتصادية، إذ لا يمكن تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة من دونها، ولا مبرر لتأجيلها بدعوى أولوية الوحدة العربية أو المعركة القومية أو الديمقراطية الاجتماعية، التي لا يمكن تحقيقها قبل تحقيق الديمقراطية، فهي وحدها الكفيلة بتمكين الشعب من تحقيق هذه الأهداف. وقد استخدمت الشرعية الثورية والوطنية وسيلة لتكريس أنظمة الاستبداد وللحيلولة دون تحقيق الديمقراطية السياسية ولتكميم الأفواه، ولكنها لم تعد قادرة على تبرير ذاتها“.
  • وعلى الرغم من إجماع التيارات القومية، ماضياً وحاضراً، على تحقيق الوحدة العربية كهدف أسمى، بل وعملت على تحقيق الاندماج كشكل من أشكال الوحدة، كما في تجربة مصر وسوريا عقب العدوان الثلاثي على مصر في خمسينات القرن الماضي، إلا أنها لم تكن على استعداد لتفهّم خصوصية كل قُطر عربي فضلاً عن الاعتراف به، الأمر الذي أدى إلى حالة من الغياب التام لمفهوم الوحدة المنشودة وطبيعة أنظمتها وآليات تحقيقها! يعلّق المؤلف على هذه التجربة قائلاً: “أن الوحدة العربية في ظل تكريس الدولة القطرية لا يمكن أن تفرض بالقوة والقسر واستخدام أية وسيلة من هذه الوسائل هو عمل مضاد للوحدة العربية، وخطر على الوحدة الوطنية داخل كل شعب من الشعوب العربية. إن الذين دعوا إلى الوحدة الفورية والاندماجية قد غابت عن تفكيرهم أولوية العمل من أجل تدعيم العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية للوحدة، واستعاضوا عن هذه الأولوية بوضع بند دعائي دائم في جميع بياناتهم والتي غالباً ما حملت رقم (۱) وهو الدعوة للوحدة الفورية وتحرير فلسطين دون أن يوفروا العوامل اللازمة للتحرير والوحدة، ودون أن يكونوا على وعي حقيقي بماهية العدو القومي، ودون أن تتكافأ الوسائل المعتمدة مع الغايات والأهداف المتوخاة، فكانت النتيجة أن أخفقت جميع مشاريع ومحاولات الوحدة والاتحاد واختفت شعارات تحرير فلسطين ومواجهة العدو“.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (51) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، والذي أرجو أن يكون استثنائياً في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها خلاله، وهو في الترتيب (8) ضمن قراءات شهر مايو الذي قرأت فيه (12) كتاب، منها واحداً لم أتمّه! وعن اقتنائه، فقد حصلت عليه من معرض للكتاب أقيم هذا الشهر بإحدى المدن العربية، ضمن (250) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض، وقد جاء كترشيح من البائع في دار النشر.

ومن فعاليات الشهر: كان الوقت حافلاً بإعداد قائمة الكتب التي حرصت على شرائها من المعرض، وبزيارة المعرض خلال معظم أيامه! وليت العام بطوله معرضاً للكتاب .. لكن هكذا هي الأيام السعيدة، سريعاً ما تنقضي، والأمل يتجدد مع المعارض القادمة.

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: رسائل من القرآن / نحو تجديد الفكر القومي العربي / مقالات في السياسة / أخاديد / في جو من الندم الفكري / صنعة الكتابة / الخزنة: الحب والحرية / الغباء البشري 

وعلى رف (السياسة) في مكتبتي عدد يتجاوز (215) كتاب، منها ما هو قديم انتقل إلى مكتبتي من مكتبة العائلة العريقة .. أذكر منها: (المؤامرة الكبرى) – تأليف: د. مصطفى محمود / (نوال السعداوي والثورات العربية) – تأليف: د. نوال السعداوي / (صائد الجواسيس) – تأليف: بيتر رايت / (العراق: دولة المنظمة السرية) – تأليف: حسن العلوي / (الكتاب الأخضر) – تأليف: معمر القذافي / (أنور السادات: وصيتي) – تأليف: أنور السادات / (النساء ولعبة السياسة) – تأليف: حنفي المحلاوي / (الشبيهان: اعترافات ابن صدام حسين) – تأليف: جون بيتر ناب / (التمادي في المعرفة: لماذا تشارف العلاقة الحميمة بين اليهود الأميركيين واسرائيل على نهايتها) – تأليف: نورمان فنكلستين / (الدولة الأكثر ذكورية: المرأة بين السياسة والدين في السعودية) – تأليف: د. مضاوي الرشيد / (من يجرؤ علي الكلام: الشعب والمؤسسات في مواجهة اللوبي الإسرائيلي) – تأليف: بول فندلي / (الأمن الوطني) – تأليف: د. فايز الدويري / (بيت لحم والمسيح في كاريكاتير ناجي العلي) – تأليف: خالد الفقيه / (عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث) – تأليف: نعومي كلاين / (أفيون الحمقى: بحث في المسألة المؤامراتية) – تأليف: رودي رايشتات

تسلسل الكتاب على المدونة: 501

تاريخ النشر: يونيو 1, 2024

عدد القراءات:316 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *