BOOK0731
الكتاب
من الجنس إلى الألوهة: الأديان وأسرارها
المؤلف
المترجم/المحقق
نبيل سلامة
دار النشر
دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2016
عدد الصفحات
200
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
10/25/2025
التصنيف
الموضوع
من لهيب اللحم إلى نور الروح
درجة التقييم

من الجنس إلى الألوهة: الأديان وأسرارها

رغم قصره نسبياً، فقد استغرق قراءة هذا الكتاب وقتاً وقد جاء متعمقاً ومتشعباً وجامعاً لأديان وطقوس ومعتقدات وأساطير ….، لترسم في صيغتها النهائية الجنس كشكل للتجلي الإلهي، وهو يحاول من جهة أخرى الربط بين معظم الأديان السائدة وبين عقيدة التثليث في الكاثوليكية-المسيحية، وهو أمر لابد وأن يلفت انتباه القارئ، لا سيما وقد أتبع المترجم مادة الكتاب بنقد بدى في محله!

قد يبدو نص الكتاب من أعقد وأجرأ ما يمكن أن يُقرأ في الفكر الباطني المقارن بين الروح والجسد، المقدّس والمدنّس، الإنسان والإله، حيث يقدم جورج أدوم في كتابه -المثير للجدل- قراءة باطنية لوحدة الوجود الإنساني والإلهي عبر البوابة الأعمق في الكيان البشري: (الجنس بوصفه سرّ الخلق والطاقة الكونية الكبرى) .. فالنص يربط بين المبدأ الإلهي والازدواج البشري (الذكر والأنثى)، ليكشف أن الانقسام الجنسي في أصل الإنسان هو سبب الفناء والموت، وأن العودة إلى: (وحدة الذكر والأنثى في النفس الواحدة) هي الطريق إلى الخلود والقيامة الروحية.

يرى الباحث أن الطاقة الجنسية ليست مجرّد شهوة أو وسيلة للتكاثر، بل هي النور الكامن في الإنسان والنار المقدسة التي تمثّل الصلة بين الأرض والسماء، ومن خلال استحضار رموز الديانات القديمة (من إيزيس وأوزوريس في مصر القديمة، إلى بروميثيوس في الأساطير الإغريقية، وكونداليني في التصوف الهندي)، يتبين أن كل هذه الرموز تعبّر عن (القوة الخلّاقة نفسها) التي تربط الموت بالحياة، والمادة بالروح، والإنسان بالله.

يُفسّر أدوم القصص الدينية -كخلق آدم وحواء وسقوطهما، وجنة عدن، ولعنة الجسد- بوصفها إشارات رمزية إلى الصراع بين (النار المقدّسة) التي تؤلّه الإنسان، و(النار الشهوانية) التي تحطّه إلى الحيوانية .. فالخلاص في تصوّره، يتحقق حين يعيد الإنسان توجيه هذه الطاقة من الغريزة إلى الوعي، لتصعد عبر الجسد حتى الدماغ، حيث تتحوّل من ثم إلى نور المعرفة الروحية.

ثم يمتد فكر الباحث نحو رؤية كونية تعتبر أن الذكر والأنثى في كل كائن حي ليسا نقيضين بل قطبين متكاملين للوجود، وبهذا المعنى، يصبح الإنسان الكامل هو من يصالح هذين القطبين داخله، فيعود إلى وحدته الأولى التي كانت قبل السقوط، فيغدو (إنساناً إلهياً) أو (إلهاً إنسانياً).

يخلص الباحث إلى أن الديانات القديمة قد أدركت هذه الحقيقة في رموزها وطقوسها، لكنّ الأديان اللاحقة شوّهتها حين فصلت بين الروح والجسد، وجعلت الجنس موضوع خطيئة بدل أن يكون طريقاً إلى التقديس والمعرفة العليا! وهكذا، فإن (من الجنس إلى الألوهة) هو دعوة إلى استعادة قداسة الجسد بوصفه هيكلاً للنور الإلهي، وإلى فهم أن نار الحياة في الإنسان -إذا أُحسن توجيهها- فهي ذاتها نار الله التي (تتّقد ولا تحترق).

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (131) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والذي أنهيت قراءته من الجلدة للجلدة في جلسة واحدة، وقد حصلت عليه من معرض الكتاب في مايو الماضي ضمن (240) كتاب تقريباً .. وهو في الترتيب (11) ضمن قراءات أكتوبر التي بلغت (15) كتاب!

من فعاليات الشهر: كعادة كل عام، تتراكم الأعمال في خواتيمه، وأصبح وسطها، في سباق مع الزمن لاستدراك ما مضى من تقصير في خطة القراءة!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: الزهر الأنيق / الثقة: العيش بعفوية والإقبال على الحياة / علم التقبيل: ما تخبرنا به شفاهنا / الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948 – 1968 

تسلسل الكتاب على المدونة: 731

تاريخ النشر: أكتوبر 25, 2025

عدد القراءات:154 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *