7 JULY
WORLD CHOCOLATE DAY
♥♥♥
♥♥
♥
♥♥♥
♥♥
♥
♥♥♥
♥♥
♥
♥♥♥
♥♥
♥
♥♥♥
♥♥
♥
كتاب أصدره الباحث -رحمه الله- عام 1951، غير أن ما ورد فيه من سمات شخصية عامة تطبع الإنسان العربي بدمغة خاصة، لا تزال ماثلة في عصرنا الحالي، وكأنه كتاب وليد اللحظة .. غير أنه يختص بالعراقي منه، حيث يلحق بعنوان الكتاب العريض، عنوان فرعي يحدد إطاره في: (بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث).
الكتاب القصير عبارة عن محتوى لمحاضرة ألقاها الباحث في إحدى الأمسيات، يقسّمها إلى قسمين: الأول يأخذ الطابع النظري الأكاديمي الذي يتطرق بشكل عام إلى مفهوم الشخصية من منظور علم الاجتماع، وهو العلم الذي يختلف في مجاله عن علم النفس، وقد تم تجاهله كثيراً على حساب العلم الأخير، مع حرص الباحث على التأكيد أن محاضرته لا تأخذ بالضرورة الطابع العلمي. لذا، فهو يعتبر أن القسم الثاني منها بمثابة اجتهاداً جاء به من أجل إسقاط هذا المفهوم العام على شخصية الإنسان العراقي، وأهاب بزملائه المفكرين بالتصدي له، إن شاءوا.
إنه إذاً د. علي حسين الوردي (1913 : 1995)، عالم الاجتماع الرائد في العالم العربي المعاصر. وُلد في مدينة الكاظمية إحدى ضواحي بغداد لأسرة عمل أسلافها في مهنة تقطير ماء الورد، أخذت عنها لقبها، بالإضافة إلى مكانتها العلمية البارزة، حيث ابتُعث ابنها لتحصيل تعليمه الجامعي في الجامعة الأمريكية في بيروت بعد تفوقه في الدراسة الثانوية، فاستكمله مع مرتبة الشرف، وما لبث أن ابتُعث إلى جامعة تكساس في أميركا لينال منها درجتي الماجستير في (سوسيولوجيا الإسلام) والدكتوراة في (نظرية المعرفة عند ابن خلدون)، ليعود بعدهما إلى أرض الوطن ويكرّس جلّ حياته في التدريس والتأليف. له العديد من المؤلفات العلمية والفكرية والتاريخية التي تصبّ في مجاله.
يعتقد الباحث العراقي -وهو يتحدث بلسان بني جلدته- أن الفرد العراقي قد أثّرت في بلورة شخصيته عدة عوامل، إذ تتسم شخصيته بالازدواجية بين القيم المثلى والواقعية، لا سيما بتأثير من قيم البداوة التي زحفت على مجتمعه المدني، الزراعي في أصله، وذلك لأسباب مجاورته للصحراء التي تحتل غالبية المساحة الجغرافية، وسيطرة رجال الدين الذين يمتثلون لأوامر السلطان، والفصل المقيت بين الرجل والمرأة، وحجاب المرأة الذي عمل على عزلها عن المجتمع وعلى عزل الرجل عنها ما أدى إلى تفشي السلوك الجنسي المنحرف، والتنشئة الطوباوية التي يتلقّاها الطفل في الكتاتيب لا سيما على السمع والطاعة وهي تأمر باعتناق قيم عليا، حتى إذا التقى بأقرانه في الأزقة الضيقة، أخذ يتبارى معهم في إظهار القوة والغلبة، وكأنهم يتحدثون بلغة الغاب. إن هذه الظروف من شأنها لا محالة تأصيل خُلُق الازدواجية في شخصية من تحيط به، إذ “كثيراً ما نرى الناس يناقضون أنفسهم ولا يشعرون بذلك، فإذا تحرينا السبب وجدنا أنهم قد يقولون قولاً أثناء تقمصهم لنفس معينة من نفوسهم العديدة، فإذا تحولوا إلى نفس أخرى تراهم قد اندفعوا إلى القول بما يناقض قولهم الأول وهم لا يشعرون”.
ومن الكتاب الذي جمع من رصيد أنجمي الخماسي أربعاً، أدوّن ما جال في ذهني بعد القراءة عن شخصية الفرد العراقي .. مادة البحث، وباقتباس في نص حاد (مع كامل الاحترام لحقوق النشر)، كما يلي:
إضافة إلى (شخصية الفرد العراقي)، تصطف هذه المجموعة من إصدارات المؤلف فوق أرفف مكتبتي الغرّاء، منها ما قرأت ومنها على قائمة الانتظار: وعاظ السلاطين، مهزلة العقل البشري، هكذا قتلوا قرة العين، في الطبيعة البشرية، أسطورة الأدب الرفيع، قصة الأشراف وابن سعود، الأحلام بين العلم والعقيدة، دراسة في سوسيولوجيا الإسلام، دراسة في طبيعة المجتمع العراقي، الأخلاق: الضائع من الموارد الخلقية، خوارق اللاشعور أو أسرار الشخصية الناجحة، منطق ابن خلدون: في ضوء حضارته وشخصيته.
وأختم بما ضرب الباحث مثلاً في ازدواجية موقف الرجل العربي تجاه المرأة، إذ أن: “كثيراً ما نرى من بين أصدقائنا من يتغير تماماً في جميع حركاته وسكناته حالما يشاهد امرأة أو زمرة من النساء على مقربة منه، ونستطيع القول إنه يتغير آنذاك حتى في منطقه وأسلوب تفكيره، فهو ربما كان عدو المرأة إذا كان بعيداً عنها، ولكنه يصبح على مقربة منها من أكبر المدافعين عنها والداعين إلى إعطاء حقوقها كاملة غير منقوصة”.
إنه موقف لا يحيد عمّا جاد به شاعر المرأة (نزر قباني) من حكمة حين قال على لسان أحدهم: أكرهها .. وأشتهي وصلها!
……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
وعلى هامش مادة الكتاب، تلقيّت تعليقاً من أحد المتابعين في أرض العراق بعد نشري لهذه المراجعة الذي أعقبه حوار بيننا، وقد وجدته صادقاً جاء من قلب الحدث .. وليس الخبر كالعيان!
أنقله كما دار فيما يلي:
المتابع: شخصية معقدة متعرفي شيريد
أنا: تعقيد الشخصية أحياناً هو (السايد إيفكت) لروح العزيمة والإباء والذكاء
المتابع: نعم أنتِ تتكلمين عن القلة الواعية، ولكن وللأسف شخصية الفرد العراقي طغت عليها الماديات وأصبح الاغلبية لا يبالي بالوسيلة. تراه يقتل لرغباته وكأن دماء هابيل سوف لن تجف بأرض العراق. هذا قد يكون بسبب وضع البلد حيث منذ عقود وهو لن يستقر من الحروب. لذا نرى القلة الواعية من العراقيين يعشقون العزلة في مجتمع غريب جداً.. ويصعب ايضاً ايجاد اشخاص ممكن الوثوق بهم وبحبهم لإكمال الحياة ببهجة وأمل كي نرى ان الحياة ممكن أن تكون جميلة بوجودهم.
أنا: العراقي ابن أرض ذات سبع حضارات، والأيام دول، ولكل جواد كبوة .. اتفق معك فيما قلت خصوصاً لما نشاهده يومياً من خلال وسائل الاعلام، وقد عاث الذئاب في الأرض .. لكن قد تكون (الكبوة) التي سيتعافى منها العراقي ونرجو ان يكون قريباً. الأخلاقيات التي ذكرتها أصبحت ظاهرة عامة في وطننا العربي العزيز، والمؤمن في حيرة بين الهرج والمرج، والأخوة مفقودين، والعاقل من آثر السلامة واعتزل..
شكراً لك
حديث ذو شجن .. والله المستعان
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (28) في قائمة ضمت (57) كتاب قرأتهم عام 2021 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها وثلاثة كتب أعدت قراءتهم من جديد، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان أكثر بكثير، لكن لم تسمح ظروف الحياة لمجابهته! وهو ثالث كتاب اقرأه في شهر نوفمبر من بين أربعة عشرة كتاب .. وقد حصلت عليه من متجر جملون الإلكتروني للكتب العربية في ديسمبر عام 2020، ضمن (55) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة.
ومن فعاليات الشهر: لا شيء مميز، غير أن حماس القراءة قد بلغ أشدّه هذا الشهر تبعه الشهر التالي، لما فرّطت من قراءة ما أعددت من الكتب خلال أشهر العام الماضية .. كما أظن!.
تسلسل الكتاب على المدونة: 307
تاريخ النشر: يوليو 15, 2022
عدد القراءات:525 قراءة
التعليقات