كتاب تأريخي يستعرض التحولات السياسية المعاصرة لتركيا الحديثة، ابتداءً من تأسيس تركيا العلمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية مع أوائل القرن العشرين، وانتهاءً بصعود حزب العدالة والتنمية وتولي رئاسة البلاد على يد رجب طيب أردوغان. وكما يحدد عنوان الكتاب، فإن الحقبة الزمنية موضوع البحث هي ما بين (1919 : 2014).
ينقسم الكتاب الذي اعتمد على عدد من المراجع العربية والأجنبية، إلى خمسة فصول رئيسية، يتفرع عن كل منها عدد من الأقسام، وهي كما يلي:
- الفصل الأول: قيام الجمهورية التركية 1919 : 1938
- الفصل الثاني: التحول إلى التعددية الحزبية 1938 : 1960
- الفصل الثالث: تركيا بين ثلاثة انقلابات عسكرية 1961 : 1989
- الفصل الرابع: تركيا بعد زوال الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة 1990 : 2001
- الفصل الخامس: تركيا تحت حكم حزب العدالة والتنمية 2002 : 2014
ويتطرق إلى مسائل شائكة يتصدر بعضها الساحة السياسية حتى يومنا الحالي، والتي تتذبذب فيها السياسة التركية حسب ما تعاقب عليها من ثورات ورؤساء وأحزاب برلمانية وغيرها من ظروف مصيرية. من هذه المسائل: معاهدة لوزان، الثورة الكمالية، الانقلابات العسكرية، المقاومة الإسلامية، المظاهرات الطلابية، العلاقات التركية العربية، الأمريكية، الإسرائيلية. وكبحث موضوعي يتوخى المصداقية، فإن الكتاب يحتوي على عدد من الإحصائيات، مثل: الإنتاج المحلي، الصادرات، الواردات، الاستثمارات، أصوات الناخبين، محطات الإذاعة و التلفزيون، الصحف، المجلات، الجوامع، الخطباء، الطلبة، الطالبات .. الخ.
ومن الكتاب الذي يحظى بثلاث نجمات من رصيد أنجمي الخماسي، أقتبس في نص عريق ما ورد عن بداية التحول الجذري الذي أصاب الأمة التركية بعد حكم عثماني إسلامي استمر إلى ستة قرون (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
“بانعقاد المجلس الوطني الكبير في أنقرة في ٢٣ / ٤ /١٩٢٠ الذي أخذ عملياً الأمة التركية بيديه، انتهى الحكم العثماني في الواقع بعد أن دام ستة قرون في تركيا. بعد ستة أيام من بدء اجتماعات المجلس الوطني الكبير أصدر قانون الخيانة العظمى الذي اعتبر كل الأعمال التي ضد المجلس الوطني الكبير خيانة يعاقب عليها بالموت. وفي الأيام التالية، اتخذ المجلس قرارين مهمين بقطع الاتصالات مع حكومة إسطنبول، واعتبار كل الترقيات والأعمال الرسمية الأخرى الصادرة عنها باطلة. ومنذ انعقاد المجلس الوطني الكبير أدخل مصطفى كمال مبدأ السيادة القومية إلى الحياة الدستورية التركية، فهو يقول: «إن روح الدولة التركية الجديدة هي السيادة القومية». ويرى أيضاً أن شعور الأمة نحو سيادتها وقدرتها على الدفاع عنها تحتاج قدرات معينة ودرجة من النضج السياسي، وأي أمة تفتقر إلى النضوج السياسي والاجتماعي ومحبة الوطن لا تستطيع الدفاع عن سيادتها بالدرجة المطلوبة من التصميم”.
من جانب آخر، فإن هذا الكتاب:
- يعرض الأحداث في إطار تاريخي سياسي صرف، وبحيادية بعيداً عن التحيز والنقد والتعرض للآراء الشخصية.
- يستخدم لغة واضحة بعيدة عن التراكيب اللغوية المعقدة.
- يوجد على قناة (Shoman Foundation مؤسسة عبد الحميد شومان) في اليوتيوب محاضرة يستضيف منظموها مؤلف الكتاب. ذكر في توصيف المحاضرة ما يلي: “استضاف منتدى مؤسسة عبدالحميد شومان الثقافي يوم الإثنين الموافق 10/8/2015، الدكتور علي محافظة، في قراءة لكتابه الجديد (تركيا بين الكمالية والأردوغانّية 1919 – 2014)”.
ختاماً، قد تظهر تبعات القانون رقم (429) الصادر في 3 / 3 / 1924 إثر إلغاء الخلافة، جليّاً في الوقت الحاضر، حيث تسييس الدين من خلال “إخضاع المسائل المتعلقة بالعقيدة والعبادات وإدارة المؤسسات الدينية لإدارة الشؤون الدينية التابعة لرئاسة الوزراء”، وهي الإدارة التي يتولّى رئيس الوزراء ترشيح مديرها ومن ثم تعيينه بأمر رئيس الجمهورية! “وبذلك أصبح رجال الدين موظفين تختارهم الحكومة وتعينهم ويتقاضون منها رواتبهم”.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (55) في قائمة ضمت (85) كتاب قرأتهم عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط! وهو أول كتاب اقرأه في شهر سبتمبر من بين ستة.
ومن فعاليات الشهر: قضيت الأيام الأولى منه في زيارة قصيرة إلى مدينة لشبونة عاصمة البرتغال .. احتجت إليها بشدة من أجل الابتعاد والاسترخاء وممارسة القراءة في هدوء .. وفعلت! حيث الشاطئ والشمس والمعزوفات الموسيقية الحية، والممشى تحت قوس النصر في جادة روا أوغستا، وحيوية الحي والسيّاح والساكنين، وأطباق الطعام الأقرب إلى نكهة المطبخ العربي، فضلاً عن ملاقاة بعض الأصدقاء المحليين .. غير أن أزمة الصداع النصفي التي باغتتني على غير ما هو متوقع، اضطرتني إلى قطع الزيارة والعودة إلى الديار بأسرع مما خططت وتمنيت!. لقد كانت تلك الرحلة هي الأخيرة التي قمت بها قبل جائحة كورونا العالمية التي فرضت الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وحظر السفر وموانع مشدّدة أخرى .. علّ الحياة تعود من جديد، وأعود!.
تسلسل الكتاب على المدونة: 168
التعليقات