الكتاب
أحمق وميت وابن حرام وغير مرئي
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
Tonto, muerto, bastardo e invisible – By: Juan José Millás
المترجم/المحقق
أحمد عبد اللطيف
دار النشر
منشورات المتوسط
الطبعة
(1) 2018
عدد الصفحات
181
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
08/22/2019
التصنيف
الموضوع
فنتازيا تشطر شخص ما إلى أربع .. بعبثية وإسفاف

أحمق وميت وابن حرام وغير مرئي

في محاولة عرجاء لمجاراة أدب الخيال العلمي، يجمح خيال مؤلف هذه الرواية في سريالية فوضوية أراد بها سبر أغوار النفس البشرية، لم تسفر إلا عن شطحات فكرية وأدبية وأخلاقية، أردت بروايته إلى حضيض الابتذال في الألفاظ والأحداث.

ففي رواية (Tonto, muerto, bastardo e invisible – By: Juan José Millás) ليس هناك أربعة أشخاص كما يوحي عنوانها، إنما هو بطل الرواية متعدد الأبعاد! فهو أحمق متوار، وميت في رهان ساذج، وابن حرام متبجح في زنا محارمه، وغير مرئي في ضآلة شأنه. ومن خلال إسفاف لغوي وفنتازيا عبثية، يستعرض بطل الرواية أحداث مفككة قد بلورت شخصيته الرباعية تلك، في علاقاته الإنسانية المتفرقة على امتداد حياته.

كانت قراءة مرهقة للأعصاب لكتاب لم يستحق نجمة واحدة من رصيد أنجمي الخماسي، لأسباب أستطيع حصرها فيما يلي:

    1. خواء المضمون.
    2. عشوائية الأحداث.
    3. لوثة فكرية.
    4. نصوص لا أخلاقية.
    5. أخطاء لغوية بقدر لا يستهان به.
    6. ترجمة في مستوى ما دون الجيد.

وكمرجع لما سبق -ولمن أراد التحقق أو دفعه الفضول- بالإمكان الاطلاع على الصفحات والفقرات والكلمات المشار إليها فيما يلي:

فقرات من: صفحة (11) إلى منتصفها، (14) الفقرة الأخيرة، (20) الفقرة الثانية، (37) الفقرة الأولى، (40:38)، (45:44)، (112) الفقرة الثانية، (149)، (158:156)، (166:164)، (171) الفقرة الثانية.

كلمات تقرأ في: صفحة 104/سطر 12 “كنت فيها ابن …”، صفحة 111/سطر 9 “لا أتوقف عن النظر …”، صفحة 159/ الفقرة الثانية /سطر 2 “أتذكر أمي الدانماركية …”.

كلمة بذيئة تتكرر في: صفحة 101 سطر 4، صفحة 132 سطر 14، صفحة 138 سطر 16، صفحة 160/ الفقرة الثانية/ سطر 4، صفحة 178/ الفقرة الثانية/ سطر 8، صفحة 168/ الفقرة الثالثة/ سطر 8

  • ملخص الرواية:
    • تدور أحداث الرواية حول خيسوس، المدير الأسبق لإدارة الموارد البشرية في إحدى الشركات، والتي استغنت عن خدماته بسبب سياسته اليسار-ديمقراطية. زوجته هي الطبيبة الشرعية لاورا، وابنهما الوحيد هو دابيد.
    • وعلى الرغم من أن خيسوس هو بطل الرواية وراويها، فقد حرّك أحداثها شارب مستعار حصل عليه على غرار شارب والده الذي لقى حتفه مع والدته في حريق قبل عام، قد تزامن حصوله عليه مع إنهاء خدماته، يضعه تارة ويزيله تارة أخرى في تردد غير مبرر.
    • لم يكن الشارب المصنوع من شعر الساحرة بياتريث عادياً، إذ لم يكن فقط مواسياً لخوسيس في فترة إحباطه، أو مسلياً له بتقمص شخصية والده، بل كان كفيلاً لأن ينقله إلى أبعاد كونية، باحثاً عن وجوده فيها وعن هويته الحقيقية.
    • من خلال شخصيته المشوشة وفي عملية أشبه بالإسقاط النفسي، يقوم خيسوس باختلاق شخصية أوليجاريو التي يجسّم فيها ذاته بأعماقها وتعقيداتها، ويسرد بها حياته الماضية في قالب (حكاية قبل النوم) لطفله. لم يكن أوليجاريو المزعوم سوى الذات الزائفة لخيسوس، حيث يشطرها إلى أربع شظايا تنافس بعضها بعضاً في السوء!.

فهو:

    1. (أحمق): إذ تطل عليه ذكرى طفولته وقد تقمص دور الأحمق في تقليده الدائم لمن حوله، وفي انتقاله بين متجر ومخبز يطلب من هذا خبزاً ومن الآخر أداة كهربائية. وقد تمكّنت منه هذه الحماقة في كبره التي حاول مداراتها في عمله كما يحاول غيره من القياديين فعله، حسب ظنه، فخسر عمله لاحقاً بسبب تصريحه بحماقته ومواجهة مدراءه بها. ولنقرأ هنا ما قاله في حق نفسه: “كيف تريد قهوتك؟ بدون حليب وبدون سكر. لا أحبها هكذا لكني أشربها حتى أخفي حماقتي. كل الذين يشربون قهوة بدون حليب وبدون سكر يُعطون انطباعاً بأنهم يمتلكون بداخلهم حقيقة لا تذوب”.
    2. و (ميت): إذ أصدر على نفسه حكماً بالموت وهو صغير على درج منزلهم، عندما دخل في رهان مع ذاته حول من ستكون القادمة حالاً من الأعلى من بين جارتيه الشابتين، المتشابهتين خِلقة، والمتناقضتين خُلقا! لم تكن إميريتا الطيبة على ما أحب وتوقع، بل شقيقتها باكا الشريرة، فخسر رهانه ومات حينها. وفي ازدواجية الحي والميت التي ارتضاها لنفسه، أصبح أكثر عمقاً وحياة من ذي قبل، كما زعم.
    3. و (ابن حرام): إذ تروي له طفولته حادثة ضياعه في زحام وتلقّف أحدهم له، في موافقة ضمنية بينهما بأن يكون هذا الضال ابن هذا المحتال. ولا يتورع أن يتطرق إلى قصّ واقعة زنا المحارم على طفله، والتي تمت بينه وبين أمه تارة، وبين أخته التي حملت وأنجبت منه طفلة تارة أخرى، في تبرير فجّ لتعويضهما عن الأب الذي غاب في إحدى زوايا الرواية.
    4. و (غير مرئي): إذ صوّر له شعوره بالنقص والدونية بأنه غير مرئي، فيتجول منطلقاً من هذا الأساس في الشوارع، ينبسط على الأريكة ويسافر بحجز مزدوج له ولذاته اللامرئية.
  • وفي نفس أجواء الفنتازيا العبثية، يتقافز المؤلف بين أحداث متشابكة ومتناثرة تختلط فيها السطحية بغموض زائف، يسردها في:
    • علاقته الزوجية المشينة: إذ يكشف تفاصيل علاقة حميمية مقززة ليس لها محل من الإعراب في أحداث قصته المتخبطة، تنتهي بطلاق غير مسبب، وتضيف مع الابتذال عشوائية جديدة.
    • علاقته العابرة مع الساحرة صانعة شاربه: إذ لمح ساقيها عند حلاّقه، وعرف أن شاربه المستعار مصنوع من شعرها، فأخذ موعداً واستقبلته في بيتها حيث تيقن بأنها ليست بساحرة .. تواصلا وافترقا.
    • علاقته الأكثر فحشاً مع بائعة الهوى الأسيوية: إذ كان يتردد على فتاة صينية ذات طبيعة آلية في بيت دعارة محكم الإغلاق، يتبجح في تسطير حوارهما وتفاصيل علاقتهما في أحط ما يأتي به التعبير ويصف.
    • علاقته مع أباه الحقيقي والآخر المزيف: فمع اختفاء الأول، مارس زنا المحارم مع أمه وشقيقته وابنته منها! ومع فن التنويم المغناطيسي، برمج الثاني وتورط في زنا محارم آخر ثم قام بإفاقته عند كبر سنه.
    • إعفائه من الخدمة: إذ يتواصل مع رؤساء العمل في مضاربة حول تعويضاته، وفي حوار متكرر عن حماقته معهم أجمعين.
    • انعزاله في شقة: إذ كان بها يقرأ ويأكل وينام ويستيقظ ويتباعد “وجوده الكوني” فيها بين تأملات وخواطر وذكريات وقرارات.
    • ترويجه لشامبو شاربه المستعار كعلاج للصلع: قد فعل هذا مع لويس أحد زملاء العمل السابقين وإدمان هذا الأخير عليه ومطالبته به بأي ثمن.
    • رحلته إلى مدينة ماديرا: إذ يتوهم فيها أن الزوجين العجوزين نزيلا نفس الفندق هما أبويه، ويراقب ذلك العجوز الأسباني في محاولة الاحتيال عليهما، فيستغل خلوته في إحدى اللحظات ويدفعه نحو هاوية متسبباً في مقتله.
    • رحلته النهائية إلى الدانمارك: إذ ارتحل إليها بصحبة الفتاة الصينية تحت توسلاتها وعن طريق تهريبها، في محاولة جديدة للبحث عن أبويه، تنتهي بتكرار قصته البائسة، وبالعيش في قمامة مع بائعة الهوى القديمة.

على الهامش: استحضرت مع قراءة هذه الرواية (جنون فنون) الفن الحديث التي طالعتها في متاحف أوروبا! غير أن عبثيتها أسالت دموعي حين أثارت ضحكي الهستيري، أما عبثية هذه الرواية فلم تثر سوى تقززي!.

وكطبع لا تطبّع .. فأنا لا أقرأ الروايات عادة، إلا في أوقات السفر أو كفاصل ترويحي بين ما أقرأ من كتب!. لذا، لم أكن لأقرأ مثل هذه الرواية أو حتى لأتّمها إن تورطت، غير أنني فعلت مرغمة مع هذه، حيث جاءت ضمن مجموعة كان عليّ قراءتها ونقدها لإحدى الجهات العاملة في هذا المجال كنت قد تعاقدت معها.

لن أعيدها!..

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الرواية (15) في قائمة ضمت (85) كتاب قرأتهم عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط .. وهي ثالث مؤلف اقرأه في شهر مارس من بين ثمانية.

تسلسل الرواية على المدونة: 6

 

تاريخ النشر: ديسمبر 31, 2020

عدد القراءات:1685 قراءة

التعليقات

  1. أكتفي بالقول بان تعليقك كفى ووفى بخصوص ما حملته الرواية من إسفاف في اللغة والمحتوى.
    # لن أعيدها!.# وهدا خير تعبير ….

  2. لــــــــــــــــــــــــــــــن!!!!
    غير أنه صدق في كلمة واحد قالها في روايته ……. أنه (ابن حرام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *